تخطى إلى المحتوى

التعليم الثانوي بين نموذج بلوم و نموذج ماكيلاند

التعليم الثانوي بين نموذج بلوم و نموذج ماكيلاند

السلام عليكم و رحمة الله …
كان يوم أمس الخميس – 15 يناير2020م – هو آخر الأيام الدراسية لطلاب الصفوف الأولى و الثانية بمدارس الأندلس ( كوستي – السودان ) التي أعمل بها . وقد كان اليوم الأخير حافلا بالتكريمات و الكلمات الدافئة من طلابنا و طالباتنا مما أضفى على المدرسة جوا أسريا قلّ أن يوجد في أماكن العمل .
و مما لابد لي من ذكره ، هو أن طالبات الصف الثاني " خنساء " كان لهن نصيب من الجرعات التدريبية أخذنه مني بعفوية و بغير ترتيب مسبق من جانبي ، حيث كان سياق الحديث حول سؤالهن لي عن الطالبات اللائي كنّ مثارا للانتباه ( من هي أكثر طالبة مزعجة وثرثارة ؟ ومن هي الأكثر هدؤا ؟ و من هي الأكثر مشاركة واستفادة من الدروس ؟ ) و كانت الطالبة السائلة قد أخذت مني وعدا مسبقا للرد على الأسئلة قبل أن تطرحها ، مما وضعني في موقع لا أحسد عليه !!! و بالضرورة حاولت تحويل مناط الحديث حتى لا أقع في مأزق !!!!
المهم … بعد التهيئة لاستماعهن المرهف ، تحدثت لهن حول نظريات التعلم و نماذجه ، و آليات تعليم الكبار . و كان مما ذكرت – بجرأة – أن نموذج بلوم الذي يقسم أهداف التدريس إلى ( معرفية ووجدانية و سلوكية ) قدلا يتناسب مع طلاب المرحلة الثانوية في عصرنا هذا ، لأن الطالب قد يلتقط الهدف السلوكي قبل أن يوصله إليه المعلم ، فهل تنتهي الجدوى من الحصة حينئذٍ ؟؟ خاصة و ان كتب المرحلة الثانوية موضوعة بحيث يمكن للطالب المجتهد أن يستوعب الدرس بكامل أهدافه قبل بداية الحصة أصلا . فالأنسب و الأقرب إلى طالب الثانوية في يومنا هذا هو نموذج ماكيلاند الذي يضع الكرة في ملعب المتدرب ( طالب الثانوي في هذه الحالة تحديدا ) فيحصر أهداف المتدربين في الرغبة الذاتية في ( القوة ، أو الإنجاز ، أو الإرتباط ) فكل متدرب يأخذ ما يناسب ميوله ودوافعه من التفوق أو مجرد النجاح أو التواصل الإجتماعي ، وفي كلٍ خير .
ومن ثم تحدثت عن أنماط المتدربين و قلت في معرض ذلك إن الطالب الصامت باستمرار قد يكون خجولا و ليس هو بالضرورة الأكثر استفادة . كما أن الثرثار قد يكون مبادرا في الأنشطة الصفية و غير الصفية ، وهو شخص ودود و فكاهي غالبا . طبعا كل ذلك لم يعفني من تحديد الطالبة الأكثر صمتا و الأكثر ثرثرة و الأكثر استفادة !!!!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.