التراشق المؤسف والبعيد عن احترام الذات واحترام الطرف الآخر الذي نقرأه في وسائل التواصل الاجتماعي بين بعض النواب الحاليين وبعض النواب المبطلين، ومعهم المستقيلون، ولا تنسوا المقاطعين.. مثل هذا التراشق لا يخدم صاحبه، ولا يحقق له غاية.. فلا الشتائم ولا الاتهامات ولا الاستهانات بالآخرين كانت في يوم من الأيام وسيلة ناجحة لتحقيق الغاية والمقاصد، ولم تكن يوماً سبيلاً لبناء العلاقة الطيبة بين الأطراف المعنية بقدر ما كانت سبباً رئيسياً للتناحر والتباعد والأحقاد وتصفية الحسابات، وصولاً الى العداوات التي تزيد من الأحقاد والضغائن والقطيعة بدلاً من عقلانية الحوار والترابط والاحترام للرأي مهما كانت طبيعته وغاياته.
كل نائب حالي أو سابق له حريته في التعبير، باعتباره مواطناً قبل ان يكون نائباً، ولا تعني الحرية في الرأي ذلك الخروج عن أدب الحوار والنقد وإبداء الرأي في أي قضية أو حتى في أي شخص آخر، بل إن هذه الحرية يجب علينا جميعاً إدراك حدودها وأخلاقياتها.
قاموس اللغة العربية متروس بالمفردات، بين المدح والقذف والهجاء والذم، وكل ما يخطر على ذهن أي باحث وكاتب، ولو عاد بعض نواب الرسائل الهاتفية إلى اللغة لاختاروا أفضل العبارات التي تعبّر عن رأيهم، وتدل على رقيهم، بدلاً من هذا الذي نقرأه في وسائل التواصل الاجتماعي من شتائم منفرة، واتهامات كريهة، وأوصاف يعف اللسان عن ذكرها. ولا أدري كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بالانزلاق إلى هذا النحو من البذاءات، التي هي بالتأكيد تنعكس على الأبناء وسلوكهم، ولهم العذر ما داموا قد تعلموا مثل هذه الأساليب من الكبار، سواء آباء من النواب أو غير ذلك. وقد كان الأجود غرس مفاهيم راقية من الحوار والنقد البّناء لا ذلك الذي يهدم العلاقة بين «مغرد وآخر»، بعبارات لا تليق بصاحبها، ولا تؤدي إلا إلى مزيد من التباعد والشحن اللذين يؤذيان ولا ينفعان، ويفرقان ولا يجمعان.
كل خلاف في المواقف والآراء يجب ألا يخرج عن إطار العلاقة التي تربط الطرفين، فلا تجعلوا التغريدة سبباً في العداوة، لأن الذي بين مواطن وآخر أسمى من كل التغريدات يا نواب الأمة الحاليين والمبطلين والمستقيلين.
* * *
نغزة
قبل كتابة التغريدة يجب أن يتذكر كاتبها سمعته، وتأثيرها على المجتمع ونظرته إليه، فالكلمة الطيبة لا تخرج إلا من إنسان طيب يحترم ذاته حتى لا يسقط من أعين من حوله.. طال عمرك.
يوسف الشهاب