كل واحد منا يرغب في تغيير سلوكيات من حوله كما يرغب في تغيير سلوكه وحياته ، ويذكر لنا القرآن الكريم " أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، وباختصار أننا لا نستطيع أن نغير إي إنسان آخر ولكن نستطيع أن نوجد مناخ للتغيير ونوجد الحافز للتغيير ونوجد أيضاً الدافع الذي يؤدي للتغيير ، فلو كان بمقدور إي إنسان أن يغير إنسان آخر لاستطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يغير أقرب الناس إليه وهو عمه " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء "
إذاً قضية تغيير الآخرين ليست ممكنة ، إذا كانوا هم لا يرغبوا بذلك
ولكن تستطيع أن تغير نفسك إلى الأفضل ، إذا رغبت أنت بذلك
أنظر نظرة إيجابية للحياة
أستمع لمن حولك وفكر فيما يقول بإيجابية حتى ولو كان ينتقدك
تحسس الأشياء الإيجابية في الحياة وقدمها هدية لنفسك
فأنت تستحق ذلك ….
هذه عدة أسئلة أريدك أن تجيب عليها بصراحة :
س / هل أنت سعيد ؟
بغض النظر عن احترام الناس لك وحبهم وسؤالهم الدائم عليك فهل أنت سعيد !!
س / هل أنت راض عن المستوى الذي وصلت إليه ؟
فكل واحد منا وصل إلى مستوى معين من الإنجاز والعطاء وإلى منصب معين وإلى مشاريع معينة ، فهل أنت راض عن ما وصلت إليه في كل جوانب حياتك في منصبك ، في إيمانك ، في علاقتك بالله سبحانه وتعالى ، في علاقتك مع الأهل والأصدقاء !!!
س / هل يمكن أن تكون أفضل ؟
كل إنسان يستطيع أن يصل إلى الأفضل في علاقته مع نفسه ، مع ربه ، مع أهله ، ويصل للأفضل في إنجازاته وعطائه ……………….
إذا هو قرر ذلك
( أحد الأمريكان الزنوج حدثت معه مقابلة وكان فقير وخلال سنوات بسيطة أصبح مليونير ، فتعجب الناس !! فقالوا له : كيف أصبحت مليونير ؟ قال : أنا عملت أمرين أي واحد يعملهما سوف يصبح مليونيراً .
قالوا : ما هما الأمرين ؟
قال : الأمر الأول /
أنا قررت أن أصير مليونير " فهناك فرق بين أرغب وأتمنى وبين أقرر"
الأمر الثاني /
بعدما قررت كان القرار جاداً فحاولت محاولة جادة نحو القرار الجاد فأصبحت مليونيراً موجود .
إذا شيئين يحتاجهما الإنسان لعملية التغيير :
" القرار الجاد + المحاولة الجادة "
ومشكلة التغيير الكبيرة / أن بعض الناس إرادتهم ضعيفة
س / ما هي الإنجازات والعطاءات التي تريد أن تتركها ورائك في الحياة ؟
كل إنسان منا سيموت ، ولكن قد يفكر هذا الإنسان بالإنجازات التي أنجزها وعاش من أجلها
أي هل هناك هدف عنده في هذه الحياة ؟؟؟ " بمعنى آخر"
أتمنى أن نكون أسعد الناس ، وأن نكون راضين ومرضيين ، وأن تكون لدينا مشاريع لها أثر طيب في حياة البشرية وتخدمها أجيال وراء أجيال .
س / هل يستطيع إي شخص منكم إضحاك شخصاً آخر ؟
طبعاً ، لا يستطيع لأن الشخص الآخر قرر أنه لن يضحك
س / هل يستطيع إي شخص أثارة أعصاب زميله في العمل ؟
طبعاً لا ، لأن زميله ذكي وقرر أن لا يغضب ولا يعطي مجالاً لأي أحد أن يستفزه أوينرفزه .
إذاً سلوك الإنسان نابع من قرارات الإنسان نفسه ، وقرارات الإنسان تنبع من قيمه ،
إذاً أنا أستطيع أن أتغير ولا يوجد سلوك مفروضاً علي
" الولد الكسول في المدرسة هو الذي قرر أن يكون كسولاً ، ونحن لن نستطيع أن نغير الناس ونجعل ذلك الولد نشيطاً ، ولكن نستطيع أن نوجد له مناخ وبيئة مناسبة وحافز مناسب لكي يتغير ، فالتغيير لا ينبع إلا من داخل النفس البشرية .
يقول إنشتاين : ( لن نستطيع حل المشاكل المزمنة التي نواجهها بنفس العقلية التي أوجدت تلك المشاكل )
فإذا أردنا أن نطور مؤسسة أو مشروع يجب أن نضيف عقولاً جديدة
فالعقلية نفسها ستؤدي إلى نفس النتيجة
الاحتكاك مع المتميزين يجعل الإنسان يتعلم باستمرار
أحيانا يكون من السهل على الإنسان أن يحيط نفسه بمجموعة من الضعفاء حتى لا يعارضوا أبداً ، لكن هؤلاء الضعفاء لا ينفعون بشيء.
وكذلك الاحتكاك بالمتميزين شيء متعب لأنهم يقولون للغلط هذا غلط !
( قامت بتجربة إحدى الجامعات فأخذت مجموعتين وأعطوا نفس المعلومات ونفس المشكلة وطلبوا منهم حل المشكلة ، فبدأت المجموعة الأولى تناقش وتتحاور وتوصلوا إلى حل وكتبوه وقدموه ، أما المجموعة الثانية فقد قامت الجهة المنظمة بالاتفاق مع أحد أفرادها أن يعارض باستمرار ويخالف إي مقترح ويحاول أن يقدم سلبياته ويقدم انتقادات ، وقد أتعبهم هذا الشخص فعلاً وفي النهاية توصلوا إلى حل بعد قضاء وقت أطول في النقاش والمداولة )
س / إذا أيهما أفضل الحل الذي قدمته المجموعة الأولى أم الثانية ؟
بالطبع ، سيكون الحل الذي قدمته المجموعة الثانية .
س / ما هو الشيء الثابت في البشرية اليوم ؟
التغير
فنحن نعيش حياة ديناميكية وديننا والحمد لله متواكب معها وهذا من مزايا هذا الدين العظيم
فمشكلتنا ليست في الإسلام بل في المسلمين أنفسهم الذين لا يواكبوا التقدم والتغير الذي يحدث في العالم اليوم
والطريقة الصحيحة لمواكبة التقدم أن نتقدم بسرعة وأن نبدأ من حيث انتهى العلم .