تخطى إلى المحتوى

الجزائر تحذر من تداعيات “عاصفة الحزم” على اليمن

الجزائر تحذر من تداعيات “عاصفة الحزم” على اليمن
خليجية

حذرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، من أن التدخل العسكري العربي في اليمن، "سيجهض العملية السياسية في البلاد، وسيزيد من أعمال العنف وانتشار الإرهاب بشكل يهدد أمن واستقرار ووحدة اليمن".

واعتبرت الوزارة، في بيان، "التصعيد في المواقف المتشددة والمواجهات، لا يساهم في حل الأزمة، بل يؤدي إلى تفاقمها وزيادة معاناة الشعب اليمني".

وجددت دعوتها إلى "العودة للاستقرار والأمن في ربوع اليمن"، مشددة على أن ذلك "لن يتأتى إلا من خلال الالتزام بتنفيذ المرجعيات الأساسية للعملية السياسية والتمسك بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة والمبادرة الخليجية".

ودعى البيان "كافة الفرقاء اليمنيين إلى التحلي بالحكمة وتغليب لغة العقل والحوار وفق مرجعياته والجهود الأممية، الذي يبقى (الحوار) السبيل الوحيد لإيجاد حل سياسي توافقي يمكن من تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب اليمني الواحد، ويحفظ وحدته وسيادته وسلامة أراضيه ويعزز من تماسك نسيجه المجتمعي".

وبدا واضحا أن الجزائر ترفض بشدة العمليات العسكرية الجارية في اليمن للرد على تمدد الحوثيين، حيث طالبت "كافة الأطراف الفاعلة في الأوضاع الحالية أن تحتكم إلى إرادة الشعب اليمني مع احترام الشرعية المؤسساتية اليمنية والشرعية الدولية".

وأكد البيان على "التزام وتمسك الجزائر بمتطلبات الأمن القومي العربي بكافة مكوناته بدءا بالجوانب الأساسية التي تخضع بالضرورة لسيادة كل دولة عربية".

وحديث الخارجية الجزائرية، الذي وقعه الناطق باسمها، بن علي الشريف عن "سيادة كل دولة عربية"، معناه أنها ترفض بالمطلق العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، كما ترفض المشاركة فيها بأي شكل من الأشكال.

 

الدرس الليبي

وعلق دبلوماسي جزائري رفيع المستوى، على توقيت ولهجة البيان الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية، قائلا إن "الجزائر مدركة تمام الإدراك لخطورة التدخل العسكري في اليمن مثلما حذرت من ذلك في ليبيا، وأنتم تلاحظون أن العالم بأكمله عاد إلى صواب الرؤية الجزائرية لكن بعد مرور أعوام عن تمزق الدولة الليبية وتدمير بناها التحتية وتقتيل أعداد كبيرة من أفراد الشعب الليبي الشقيق، وما أنجر عن ذلك كله من تفريخ الجماعات الإرهابية ووقوع ترسانة سلاح النظام السابق بين أيديها".

وأكد المصدر ذاته، في تصريح لـ"إرم" أن "الجزائر متمسكة بموقفها الثابت في السياسة الخارجية، وهو رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام إرادة الشعوب وانتهاج الحلول السلمية والدبلوماسية والابتعاد عن لغة السلاح مهما كانت طبيعتها".

وأشار إلى أن "هناك محاولات لجر بلده إلى المشاركة في عمليات عسكرية داخل اليمن، لكن عقيدة الجيش الجزائري هي أنه لن يشارك في أي عمل عسكري خارج تراب البلد".

وتؤيد الأحزاب الجزائرية الموالية والمعارضة، الموقف الرسمي للبلاد، حيث تعالت موجة التنديد بعملية "عاصفة الحزم" واتفق زعماء الأحزاب على "حتمية العودة إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني وتفعيل العمل بالمبادرة الخليجية".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.