الوكيل – أجمع سياسيون وأكاديميون على أهمية تعاطي الحكومة بكل شفافية ووضوح مع المواطن، حول مشاركة الأردن في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية ‘داعش’، مشددين على أن هذه المشاركة بالحرب تفرض تحديات امنية، وتستدعي تضافر الجهود الرسمية والشعبية لتحصين الجبهة الداخلية.
وأوضحوا لـ’الغد’ أن للمواطن الأردني ‘دورا مهما في هذه الحرب، من خلال إدراك مخاطر الإرهاب وانعكاساته على الأردن، والتحلي بالصبر والمسؤولية واليقظة لمواجهة مخاطر التطرف والعنف، فضلا عن التحلّي بحس المواطنة والالتزام بمنظومة القيم الوطنية كحب الوطن والأرض والأسرة والدولة التي ينبغي المحافظة على استمرارها كمظلّة واقية وحضن دافئ للجميع’.
من جهته، قال العين موسى المعايطة إن ‘معركتنا ضد الإرهاب قديمة وليست جديدة، ونحن في الاردن وقفنا سابقا ضده’، مطالباً السلطات الثلاث بـ’الوقوف صفاً واحدا ضد الإرهاب الذي سبق وأن طال المملكة في تفجيرات الفنادق العام 2024’.
ودعا المعايطة المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب ووزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية والمساجد والكنائس، إلى التوعية بمخاطر هذه التنظيمات ‘الإرهابية’، وتعبئة المجتمع حول خطر ‘الإرهاب’ والوقوف في خندق واحد مع الجيش العربي للتصدي لمثل هذا التنظيمات وما تحمله من ‘فكر إرهابي ظلامي’.
كما دعا الحكومة إلى ضرورة التعامل مع المستجدات والأحداث في ‘معركتنا ضد الإرهاب بكل شفافية ووضوح في الطرح، وتقديم المعلومة السليمة الصحيحة للمواطن، من أجل تعبئة المواطن ليكون شريكاً في المعلومة ويأخذ على عاتقه دوراً مسانداً في إدراك مخاطر الإرهاب وانعكاساته على الأردن لا قدر الله’.
وبين المعايطة أن ‘معركتنا ضد الإرهاب هي معركة للدفاع عن أنفسنا باختيارنا، إذ لا يمكن للأردن ان يختار موقفاً وسطا في ظل اتساع مخاطر هذه التنظيمات الإرهابية تجاه الحدود الأردنية ومحاولات اختراقها للقيام بعمليات على أرضنا’. وشدد على ضرورة توحيد الجبهة الداخلية وتحصينها في مواجهه ‘الإرهاب’، والعمل بشكل تشاركي بين الحكومة وأجهزتها الأمنية والمواطن لتبيان مخاطر هذه التنظيمات، في ظل تصاعد حده خطاباتها ‘الإرهابية’ في الإقليم الملتهب، الأمر الذي ‘يستوجب استعدادنا لكل الاحتمالات حتى لو اقتضى الأمر المساهمة بكل إمكاناتنا وقدراتنا العسكرية للدفاع عن أمننا القومي’.
من جهته دعا العميد الركن المتقاعد حافظ الخصاونة الحكومة والمواطن الى ‘التوحد والتماسك في خندق واحد ضد مخاطر هذه التنظيمات وما يترتب على الحرب ضدها’.
وشدد الخصاونة على أهمية توعية المواطن بضرورة ‘عدم الإصغاء للإشاعات الهادمة، وتجنب الدخول في حرب نفسية باردة تزكم القلوب، بخاصة أن هناك فئات وجهات وأشخاصا تسيطر عليهم دعايات (داعش)’.
وطالب الجميع بـ’الاتحاد والوقوف خلف راية الجيش العربي الأردني، لمحاربة الارهاب وعناصره وأدواته قبل دخولهم إلى أراضي المملكة’.
وبين أن الدور المطلوب من الحكومة هو ‘الاستعداد سياسياً وأمنياً وعسكرياً لمواجهه ‘داعش’ وتوعية الشعب بمخاطر الإرهاب الداخلي إن وجد، والعمل على تعزيز أمن الحدود لصد أي محاولة من هذه التنظيمات للتسلل إلى الأردن ومؤسساته وهيئاته الرسمية والمدنية وضربها’.
وأكد ضرورة ‘رفع مستويات الاستعداد من جاهزية أمنية ورقابية على الحدود وفي الداخل’، مبيناً أن هناك ‘دوراً على المواطن باعتباره شريكاً في حماية الوطن من خلال استعداده ووعيه بمخاطر هذه الجماعات الإرهابية، وأن يكون خط دفاع أولي في مواجهتها’. بدوره، قال أستاذ الإعلام في جامعة البترا الدكتور تيسير مشارقة إن ‘علينا أن ندرك أولاً أن الدخول في تحالفات عسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا في مهمات داخل الشرق الأوسط تكون لها كلف مادية ومعنوية (…)’.
وبين المشارقة أن على الدولة أن ‘تتحمل مسؤوليتها بتقديم كل الخدمات المطلوبة منها للمواطن الأردني، من الملاجئ الكافية والدورات التدريبية على الإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع مخاطر الإرهاب والإرهابيين والتكفيريين، من خلال وجبات إعلامية وإرشادية عبر وسائل الإعلام المتعددة’.
كما أشار مشارقة الى ‘واجبات كبرى تقع على المواطن الأردني الحريص على أمن واستقرار وسلامة أرضه وبلاده وأشقائه، إذ تقع على عاتقه مهمات مضاعفة عشرات المرّات في هذه الأوقات العصيبة، تتمثل بزيادة التلاحم الوطني، ومواصلة الحوار الهادئ الداخلي لكيفية تلافي المعطيات والتحديات الجديدة، وكذلك التحلّي بالمسؤولية الاجتماعية والصبر واليقظة حتى تمر الأزمة’.
وبين أن المسؤولية الوطنية والاجتماعية ‘تتطلب من المواطن الأردني مزيداً من التقشّف وترشيد الإنفاق والاستهلاك والعناية بمسألة الاكتفاء الذاتي، واحترام الصناعات المحلية والوطنية من أجل مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، فنحن وطن عربي مقدّس في منطقة تعج بالمشكلات والمخاطر والتطرف والإرهاب والجميع مستهدف’.
ودعا مشارقة بصفته عضواً في (التيار الشعبي الأردني) قيد التأسيس، الشباب الأردني إلى ‘التحلي بالصبر والمسؤولية واليقظة لمواجهة مخاطر التطرف والعنف، وبحس المواطنة والالتزام بمنظومة القيم الوطنية، كحب الوطن والأرض والأسرة والدولة الأردنية التي ينبغي المحافظة على استمرارها كمظلّة واقية وحضن دافئ للجميع’.
الغد