استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من حالة خجل شديدة منذ أن كان عمري 11 عاما، بل وقبل ذلك الوقت، ولكنها تزيد كلما أكبر.
الآن عمري 21 عاما، وفي المرحلة الجامعية، لا أتعرف على أصدقاء؛ نتيجة لخجلي الشديد، لا أناقش دكاترة الجامعة مع تفوقي جدا والحمد لله، ومع وجود حاجة شديدة لهذه الاستفسارات، ولكن بسبب الخجل؛ لا أتحدث مع أحد، لأنه إذا نظر إلي أحد أشعر بالخجل.
فما العلاج لحالتي؟ وهل هي نتيجة للحماية الزائدة التي تعاملني بها أسرتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا.
من الواضح أن الذي عندك هي حالة من الرهاب أو الخوف الاجتماعي، حيث يرتبك الإنسان من لقاء الناس والنظر في وجوههم، أو الكلام أمامهم، والاجتماع بهم في بعض الظروف الاجتماعية، حيث تجد صعوبة في الحديث مع محاضري الجامعة، مع ما يرافق هذا الخوف من الارتباك والأعراض الجسدية، كالقلق، والتنميل، والتعرق، والارتعاش، وضعف التركيز ربما في فهم ما يُقال لك.
وبالتالي قد تشعر بعدم الرغبة في الخروج من البيت أو الاختلاط بالناس، وقد يكون هذا هو سبب بعض الحزن والانطواء الذي كتبت عنه، حيث تجد صعوبة في مواجهة الناس؛ مما يقلل عندك من فرص طبيعية للحياة الاجتماعية. وبسبب كل هذا أنت لا تشعر بالثقة الكبيرة في نفسك؛ مما يجعلك لا ترتاح للاجتماع والتعامل مع الآخرين، وربما التهرب من مواجهتهم ببعض الحجج التي تقدمها للآخرين.
والغالب أن طريقة تربية الوالدين والأسرة تلعب دورا في هذه الحالة، وخاصة من خلال حمايتهم الزائدة لك في طفولتك.
فما العمل الآن؟
إن تجنب لقاء الناس والحديث مع مدرسي الجامعة لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك بمحاولة لقاء الناس والمدرسين والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم بالرغم من الصعوبات، وستجد من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجد مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق.
وهكذا فالعلاج الفعال لهذا الحال هو العلاج السلوكي، والذي هو ببساطة اقتحام اللقاءات بالناس، وتحمل ما تشعر به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة، حتى تعتاد على هذا، وتزداد ثقتك في نفسك، بحيث يمكن أن تصل إلى حالة تستطيع معها الحديث أمام الناس ومع المدرسين، وبكل ثقة وارتياح، وأن الكثير من المتحدثين العظام كانوا قد عانوا مما تعاني منه الآن، وهي مرحلة وستتجاوزها مع الزمن.
بالإضافة للعلاج النفسي المعرفي هناك حالات نصف فيها أحد الأدوية التي تساعد في هذا التغيير، وخاصة إن وجد مع الرهاب شيء من الاكتئاب، والذي يحدث بسبب الانسحاب من المجتمع وضعف المشاركة المجتمعية.
أنصحك إذا حاولت من نفسك الخروج من عزلتك، والإقدام على مقابلة الناس والحديث أمامهم، ولم تنجح كثيرا، بألا تتأخر بزيارة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي، فهذا قد يختصر لك الزمن.
حماك الله من كل سوء، ويسّر لك أمورك.
منقووووووووووول