أكد الفنان والكاتب فايز العامر أن الدراما الكويتية تعاني إشكالية كبرى وهي اصطدام الكتاب بالعادات والتقاليد التي تمنع الكاتب من التعرض للكثير من قضايا ومشكلات المجتمع لكي «لا تنشر غسيلنا» في الإعلام، كلام الفايز جاء في ندوة «الدراما المحلية بين الواقع والزيف» التي استضافها ملتقى الثلاثاء الثقافي بجمعية الخريجين وأدارها مدير الملتقى الشاعر دخيل الخليفة.
في بداية الندوة قال الخليفة: بين الواقعية والرومانسية تتراوح الأعمال الدرامية، المنتجون والمؤلفون يسيرون على هوى المجتمع وتأثره ببعض القضايا المتعلقة بمكوناته، لكن يغلب تكرار الأفكار أحيانا ويغيب الإبداع في أحيان أخرى.
الخليفة طرح مجموعة من الأسئلة: ما موقع الدراما الكويتية ضمن الدراما الخليجية والعربية والإقليمية خاصة التركية؟ هل حققت رسالتها وتركت تأثيرها في الاخرين؟ وهل الدراما تحمل رسالة أم أنها ملهاة مجتمعية؟ ولماذا تردى المسرح في الفترة الأخيرة؟
طوق العادات والتقاليد
وتكفل الفايز بالإجابة، فبعد أن قدم لمحة تاريخية عن نشأة الدراما والمسرح عربيا وكويتيا أكد أنه سيتحدث بلسان الكاتب وليس الفنان، وقال الفايز ان مشكلة الكاتب في الكويت، رغم ما منحه الدستور له من حرية في التعبير، فانه مازال مقيدا بقيود العادات والتقاليد، حيث يتحول إلى رقيب على نفسه فلا يستطيع أن يفك طوق العادات والتقاليد.
تشابه أسماء
ودلل الفايز على كلامه بظاهرة العنف فإذا ما قرر تقديمها في عمل درامي ظهر البعض ليقول: لماذا تنشر غسيلنا في الإعلام؟، ويقول آخر: انها ليست ظاهرة، رغم أن قراءة الإحصائيات والأرقام الرسمية تؤكد أنها ظاهرة خطيرة على المجتمع.
ودلل الفايز على القيود التي تعتري كاتب الدراما المحلية بمشكلة الأسماء في العمل الدرامي، حيث أكد أن الكاتب لا بد أن يختار اسماء لأبطال العمل، لكنه يصطدم بأن هناك عائلات تحمل هذه الاسماء وترفع عليه قضايا لتشابه الأسماء.
الدراما في زمن التكنولوجيا
وقال الفايز إن التلفزيون في الماضي كان يغلق في منتصف الليل، لكن في زمن التكنولوجيا أصبح البث التلفزيوني يتم على مدار اليوم من دون توقف، وتحولت الدراما إلى محرقة لكي تملأ ساعات البث فطغى الكم على الكيف، وتساءل الفايز هل هذا الكم مفيد للمجتمع؟
وأجاب الفايز بأن الكثير من الأعمال تتم على عجل، وان هناك أعمالا لا تفيد المجتمع بل مدمرة له بسبب التسرع أو تهور بعض المنتجين، ضاربا مثلا بالدراما الكويتية التي تكون في حالة سبات طوال العام حتى قبل شهور قليلة من قدوم شهر رمضان ليختلط الحابل بالنابل من فرط تقديم أعمال متسرعة بلا هوية.
تدمير المسرح
وتحدث الفايز عن المسرح الكويتي فقال انه تم تدميره لان العروض المسرحية أصبحت موسمية، وبعض المنتجين أفهم الجمهور أن المسرح في الأعياد فقط وللأطفال، وأنهى الفايز كلامه بتأكيد أن الدراما الكويتية مرآة عاكسة لواقع المجتمع، ويجب أن تطرح القضايا التي تمسه من خلال أعمال واقعية.
لا ماغوط ولا ونوس
وتساءل الشاعر سعيد المحاميد عن أسباب تراجع المسرح؟ فقال الفايز ان المسرح تراجع بسبب ندرة النصوص الجيدة، وبسبب عدم جود قاعات للمسرح تشتمل على التقنيات المسرحية، بالإضافة إلى ضعف الميزانيات وتراجع أجور الممثلين.
وفي مداخلة للكاتب والمخرج بدر محارب قال ان من أهم أسباب تراجع المسرح الكويتي أنه لم يعد لدينا كتاب من طراز محمد الماغوط ولينين الرملي وصقر الرشود وسعدالله ونوس، مع كثرة ما تقدم من نصوص لكنها لا تصل لجودة وقيمة هؤلاء الكتاب.