تخطى إلى المحتوى

الدليل الكامل لصيام مرضى السكّر

الدليل الكامل لصيام مرضى السكّر

خليجية

الدليل الكامل لصيام مرضى السكّر

إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه، حديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلّم، يبيح للمضطر أن يسقط الفرض برخصة الاضطرار واحتمال الضرر، فالله كما يحب طاعة عباده فى أوامره وفروضه، يحب أن يلتزموا بصحّتهم وما يحفظ بقاءهم وسلامتهم ولو كان على حساب الفريضة.
هذا على الجانب الفقهى صحيح ومعروف، ولكن كثيرين من الناس يرفضون أن يتخلّوا عن حلاوة وروحانية بعض الطقوس والعبادات التى قد يكون لها تأثير سلبى على صحتهم، خصوصًا إذا كانوا من مرضى الأمراض المزمنة كالسكرى “مرض السكر” مثلاً، ومن هذه الطقوس صيام شهر رمضان، وأمام تمسّك كثيرين من المرضى بحالة وروحانية الصيام وشهر رمضان، تقف الحالة الصحية ومدى تفاقمها وخطورتها، والضوابط والاشتراطات الطبية كوسائل تنظيمية للوصول إلى معادلة مرضية لله والمنطق وللمؤمن المريض، بما ييسّر له أداء طقوسه وعباداته كما يحب، ويحفظ للطب والعلم قيمته وأهميته، ويحقق إرادة الله فى أن تؤتى رخصه كما تُؤتى عزائمه، وهنا يطوف “كايرو دار” بشكل سريع على حالة مرضى السكرى ومدى قابليتهم للصيام وكيف يصومون ومن منهم لا يمكنه الصيام تحت أى ظرف من الظروف.

مريض السكرى الذى يستطيع الصوم

مريض السكرى الكهل الذى يتمّ علاجه بالحمية الغذائية والأقراص الخافضة لسكر الدم، وهذه الفئة تنقسم بدورها إلى قسمين:
1- المريض الذى يتناول حبّة دواء واحدة يوميًّا: يستطيع الصيام عادة، على أن يفطر بعد أذان المغرب مباشرة على تمرتين أو ثلاث تمرات مع كأس من الماء، وبعد صلاة المغرب يتناول وجبة الدواء ثم يبدأ بالوجبة الرئيسية للإفطار.
2- المريض الذى يتناول حبّتين يوميًّا: يستطيع الصوم عادة، على أن يتناول حبة واحدة قبل الإفطار ونصف حبة قبل السحور، بدلاً من الحبة الكاملة التى كان يتناولها قبل شهر رمضان، وهكذا لأكثر من حبّتين يوميًّا، بحيث يكون المبدأ إنقاص جرعة ما قبل السحور إلى النصف بناء على توصية طبيبه المعالج.

مريض السكرى الذى لا يستطيع الصوم

1- مريض السكرى الشبابى “المريض الذى يُصاب بمرض السكرى وهو دون الثلاثين عامًا من العمر”.
2- مريض السكرى الذى يُحقن بكميّة كبيرة من الأنسولين “أكثر من 40 وحدة دولية يوميًّا”، أو الذين يتعاطون الأنسولين مرتين يوميًّا.
3- المريض المصاب بالسكرى غير المستقر، والذى تتقلّب فيه نسب السكر فى الدم ولا تكون تحت السيطرة بشكل دائم ومنتظم.
4- المريضة الحامل المصابة بالسكرى، نظرًا للتقلبات الفسيولوجية والبيولوجية التى تصاحب عملية الحمل، وتزيد احتمالات مشكلاتها وتعقيداتها مع حالة الصيام.
5- المريض المُسنّ المصاب بالسكرى لسنوات طويلة، وفى الوقت نفسه يعانى من مضاعفات مرض السكر المتقدمة.
6- المريض الذى أصيب بحامض ارتفاع السكر قبل شهر رمضان بأيام أو فى بداية أيام الشهر.

ضوابط لتحديد الموقف من الصيام

1- يجب على المريض الذى يُصاب بنوبات نقص السكر، أو الارتفاع الشديد فى نسبة السكر فى الدم، أن يقطع صيامه فورًا، لأنه سيكون مضطرًّا لتناول الأدوية بشكل فورى.
2- ينبغى تقسيم الوجبات إلى ثلاثة أجزاء متساوية: الأولى عند موعد الإفطار، والثانية بعد صلاة التراويح، والثالثة عند موعد السحور، على أن تكون متوازنة غذائيًا ومحدّدة فى نسبة النشويات والسكريات.
3- يفضّل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان، وأن تكون وجبة خفيفة غنية بالعناصر الطبيعية الأساسية.
4- الحذر من الإفراط فى كميات الطعام، وخاصة الحلويات أو السوائل المحلّاة بالسكر.
وفى الأخير تظل هذه مجرّد إرشادات للاحتياطات العامة والأساسية، ولكن بصفة خاصة ودقيقة فإن السماح بالصيام أو عدمه، إضافة إلى تنظيم مواعيد جرعات الدواء وأوقات تناوله، هو أمر يعود إلى الطبيب المعالج دون غيره طبقًا لطبيعة الحالة الصحية للمريض وتطوراتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.