تخطى إلى المحتوى

الرومانسية العابدة تربوية الجمال

الرومانسية العابدة .. تربوية الجمال

خليجية

صفحة الكون مشهد من تجليات القدرة الإلهية فيها من الأسرار أعمقها ومن الآيات أدلها وأوضحها:

وفي كل شيء له آية ** تدل على أنه الواحد

وقد جعل الله في النفس البشرية شَفْرَةً للتجاوب مع إيحاءات هذا الكون، كما جعل الكون منفتحا بإيحاءاته القدسية الجميلة على النفس البشرية؛ أيِّ نفسٍ بشريةٍ دون أن ينيط تلك العلاقة بالعلم والمعرفة، بل هي فطرة الروح وطبيعة الكون، صحيح أنه كلما كان الإنسان أكثر علما وأوفر عقلا وأفسح روحا أُذِنَ لَهُ بمزيد فهم.

إن السياحة الروحية الواعية في جماليات الكون تخلق الإيمان في النفس وتنميه، وقد تتطور هذه العلاقة الجمالية لتصبح محركات إيجابية في واقع القيم والناس، ومن ثم قابلة للتوظيف التربوي والتأثير, وليس هذا النظر فلسفيا عَرِيًا عن التأصيل وبركة الوحي بل هو ملمح قرآني ظاهر ، قال سبحانه”… وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”، إن التأملَ الواعي هو الذي ألهم هذا القول الإيماني الموقن ” رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً”، والتعبير يردف بالجملة الأولى الجملة الثانية دون استخدام أي حرف للربط ولا للعطف ليشير إلى الترتيب المباشر بين فعل التأمل وقول الإيمان، وربما من معاني ذلك أن الإيمان الناجم عن التأمل الصادر من النفس بخطاب داخلي وتفاعل ذاتي هو أشد وطئا وأقوم قيلا من الإيمان الناشئ بسبب واردات خارجية، ولعل مما يشير إلى هذا الفارق في التراث الإسلامي مسألة إيمان المقلد.
الرومانسية العابدة .. تربوية الجمال

خليجية

لقراءة باقى الموضوع إضغط هنا
فى حفظ الرحمن
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.