الحياة الجميلة هي لمن يفكر بالجمال، الحياة الرائعة هي لمن جعل الروعة محطة لتتجمع أفكاره فيها، إنَّ الأشخاص السعداء هم اللذين استطاعوا أن يزرعوا الثقة والسعادة في أنفسهم، أما اللذين يعيشون في عالم الضيق والحزن والاكتئاب، فَهم السبب فيه غالبا.
تحصل في كثير من الأحيان، أن رجلًا أراد أن يغير حياته فقال "أنا قررت تغيير حياتي" فتغيرت حياته بعد ذلك، أعرف أنك تقول ما هذا الجنون، القصة ليست في أنه قال هاتين الكلمتين بل في أنَّه أراد فقرر، فخطط ونفَّذ.
إن الإنسان السعيد هو الذي يقتنع بأن الله قادر على كل شيئ، وأن رزقه مقسوم ونصيبه مكتوب فتتولد عنده القناعة، هذه الصفة التي من الصعب أن يمتلكها أي شخص، بل هي خاصة بالمميزين، ولن يستطيع امتلاكها إلا السعداء، قال أحد العلماء "هي القناعنة فالزمها".
ليس المال الكثير والجاه والسلطة هم اللذين يشعروننا بالسعادة، ولا الفقر والعيش بمنزل تهب فيه الريح والعواصف وتتجمع في زواياه مياه المطر هو التعاسة، بل هي قناعة الإنسان وطريقة تفكيره، فكم من فقير سعيد وكم من غني مكتئب حزين، الإنسان الحزين هو ذلك الإنسان الذي اختار الحزن والضيق ولا يريد الهناء في العيش.
وسأعطيك مثالا أوصل لك ما أريده، فإذا وضعنا خاتم الخطوبة أما فتاة، فستفرح إن كانت سعيدة في خطوبتها، أما إن وضعناه أما فتاة أخرى قد فصلت عن خطيبها فإنها ستفكر بالخاتم على أنه سجن الحياة والضيق والالم والجوراح، فالأولى كان الخاتم لها علامة الحب والرضى والسعادة والفرح أما الثانية فالخاتم بالنسبة لها علامة الضيق والحزن والغم والبكاء والشكوى، والخاتم بقي خاتمًا لم يتغير ولكن تغيرت الخريطة الذهنية .
تختلف طريقة التفكير من شخص لآخر، فقد يكون عدم رد صديقا لك عليك عندما تتصل به عاديًا أو انك قد تقول "فرغت بطاريته" أو "هو تحت الأرض الآن لا يوجد إرسال"، ولكن قد يقول شخصًا آخر إذا اتصل بزوجته أو صديقه ولم يرد عليه أحد" ليس مهتمًا بي ولا يريد أن يرد على مكالماتي، أنا لم أعد أهمه، ينبغي أن أنهي الموضوع، فأنا لا أساوي شيئ عنده". نعم هو التفكير قد يقود بك إلى طريق مسدود أو قد يقودك إلى طريق السعادة.
هناك مبدأ يقول "إذا أردت العيش بهناء وسعادة فابدأ من الآن وإذا أردت أن تكتب كتابًا فابدأ به الآن فإن عملك لن ينتهي إلا إذا بدأت به، فابدأ الآن، غير من حياتك وذلك بتغيير طرق تفكيرك، فكر بحالتك الجديدة، تخيَّل نفسك وأنت سعيد، فهذا سيشعرك بالسعادة، فكيف إن عملت لأجل ذلك، فكر بمنطق وابتعد قليلًا عن الأحاسيس فبذلك عقلانية وحكمة".
السعادة بين العقل والتفكير