وتعد عملية عاصفة الحزم أول مبادرة عسكرية لتحالف سياسي جديد دأب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على بنائه منذ توليه عرش المملكة في يناير/كانون الثاني الماضي خلفاً للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.
وقبيل انطلاق العملية العسكرية يوم الخميس الماضي، وصل انتقاد موقف دول الخليج الست وعلى رأسها السعودية من الأحداث في اليمن إلى أوجه، ودارت كثير من الشكوك حول قدرة المحور الخليجي على قلب المعادلة اليمنية لصالحه.
لكن الصورة تبدو مغايرة تماماً اليوم لما كانت عليه سابقاً، إذ فاجأت طائرات سلاح الجو السعودي كل التوقعات، ووجهت ضربة مفاجئة لجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، كبدتهم خسائر كبيرة بحسب بيانات القيادة العسكرية لعملية عاصفة الحزم.
كما ساهم استمرار الغارات الجوية على معاقل الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع على عبدالله صالح المتحالف مع الجماعة، في تعزيز صورة السعودية القوية التي تقود اليوم حرباً غير محددة بنهاية وقابلة للاتساع.
وعزز من مكانة الرياض كدولة محورية في المنطقة، توالي التأييد الدولي لعملية عاصفة الحزم، وانضمام عدة دول عربية وإسلامية إليها، للمشاركة تحت إمرة الجيش السعودي الذي لم يسبق أن خاض تجربة بهذا الحجم من قبل.
وقال دبلوماسي خليجي لشبكة "إرم" إن عملية عاصفة الحزم العسكرية، تضاهي كثيرا من الأحداث العالمية الكبرى التي تغير العالم بعدها، فقد أصبح في المنطقة دول كبرى قادرة على اتخاذ زمام المبادرة مهما كانت نتائجها لحماية مصالحها بدل انتظار تدخل الدول الكبرى التقليدية.