عواصم – وكالات – استمرت دول منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) منقسمة أمس عشية احد اهم اجتماعاتها منذ سنين، مع استمرار رفض السعودية خفض الإنتاج، بينما دعت ايران الى التصدي للفائض المتزايد للعرض في السوق النفطي.
وقد ألمح وزير البترول السعودي علي النعيمي الاربعاء الى انه سيدافع عن ابقاء سقف انتاج «أوبك» على حاله، مما يقضي على الآمال بخفض السقف. وقال لصحافيين وفق تصريحات اوردتها وكالة داو جونز نيوزوايرز «ان السوق سيستقر من تلقاء نفسه في نهاية المطاف».
وعلق المحللون في مصرف كومرزبنك بالقول انه نظرا الى هذه التصريحات «لم يعد هناك الكثير من الفرص ليتقرر خفض للانتاج اثناء اجتماع اوبك».
وفي غياب التفاهم حول تدبير كهذا يرى هؤلاء المحللون ان «اوبك» التي يتجاوز انتاجها بوضوح هذا السقف، قد تتعهد على الاقل بتطبيقه بانضباط اكبر، موضحين ان تصريحات الوزير السعودي «تعزز رأينا بان اوبك ستكتفي فقط باحترام افضل لسقفها الحالي».
وسجلت أسعار الخام الأميركي ومزيج برنت تراجعا حادا في العقود الآجلة، بعد أن قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه أمس إنه عقد اجتماعا «ممتازا» مع نظيره السعودي علي النعيمي وإن مواقفهما أصبحت «شديدة التقارب».
وواصل «برنت» خسائره منخفض 86 سنتا إلى 77.47 دولاراً للبرميل، وكذلك الخام الأميركي الذي نزل 74 سنتا إلى 73.35 دولاراً للبرميل.
وقال زنغنه عندما سُئل إن كانت هناك بوادر اتفاق بين الأعضاء قبل يوم من اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إنه يوجد «توافق داخل «أوبك» على مراقبة السوق بعناية والتدخل في الوقت المناسب.
وكان زنغنه قد قال في تصريح سابق إن بعض أعضاء أوبك، لكن ليس إيران نفسها، يعتقدون أن الوقت قد حان للدفاع عن حصصهم بالسوق في وجه تنامي الإمدادات من الدول غير الأعضاء بالمنظمة.
وحذَّر زنغنه من ان السوق النفطي يسجل فائضا في التموين، وان الوضع سيتفاقم العام المقبل، ويترتب على منظمة الدول المصدرة للنفط ان تعالج المسألة بمساعدة من الدول المنتجة غير الاعضاء في «اوبك».
وسُئل عن ضرورة ان تخفض «اوبك» انتاجها لدعم اسعار النفط المتراجعة، فقال «علينا ان نتناقش ونقابل وجهات نظرنا ونتخذ قرارا»، مضيفا انه «من اجل التعامل مع هذا الوضع يجب ان نحصل على مساهمة من الدول المنتجة من خارج اوبك».
وأخذت الإمارات العربية المتحدة صف السعودية أكبر منتجي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بقولها إنه لا ينبغي للمنظمة أن تنزعج، إذ إن الأسعار ستستقر قريبا.
كما صعّدت دولة الإمارات الضغط على المنتجين المستقلين غير الأعضاء في أوبك للإسهام في ضبط المعروض العالمي. وقال وزير النفط الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي لـ«رويترز» «لن نصاب بالذعر، فهذه ليست أول مرة وليست أزمة تستدعي انزعاجنا، لقد شهدنا مستويات أقل» للأسعار من قبل. وقال المزروعي في مقابلة «ستنضبط السوق من تلقاء نفسها في نهاية المطاف»، مضيفاً أن هبوط الأسعار لن يدوم طويلاً.
وذكر المزروعي أن أوبك ستنظر في جميع الخيارات المتاحة أثناء اجتماعها اليوم الخميس، قائلاً «لسنا مهتمين بالإصلاحات القصيرة الأجل، لأننا نعلم أنها لن تدوم». وأضاف «أرى أنه ينبغي ألا تتولى أوبك وحدها مهمة إصلاح هذه المشكلة. فأوبك لم تكن المسؤولة عن تخمة المعروض».
وتابع «تخمة المعروض نجمت عن طفرة إنتاج النفط غير التقليدي، أعتقد أنه ينبغي على الجميع أن يلعبوا دوراً في إشاعة التوازن في السوق لا أوبك وحدها».
وأشار الوزير الإماراتي إلى أن أوبك لا تستهدف مستويات محددة للأسعار، أياً كان القرار الذي ستتخذه غداً الخميس.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك «إنه يشك في أن تقرر أوبك اليوم الخميس خفض حصص الإنتاج لدعم أسعار النفط التي هبطت نحو الثلث منذ يونيو لتصل إلى نحو 78 دولاراً للبرميل».
كما أبلغ الوزير الصحافيين بأن «شركات النفط الروسية ستنتج العام المقبل نفس كمية النفط تقريبا التي أنتجتها في عام 2024».
ولم تسفر محادثات أمس الأول بين السعودية وفنزويلا وروسيا والمكسيك عن اتفاق على سبل التعامل مع فائض المعروض النفطي المتزايد.
ولم يتعهد أحد من المشاركين في الاجتماع بخفض الإنتاج رغم هبوط الأسعار.
وقال وزير الخارجية الفنزويلي رفاييل راميريز للصحافيين بعد الاجتماع، إن جميع الأطراف اتفقت على أن الأسعار الحالية «ليست جيدة» للدول المنتجة، لكن لم يتم تنسيق تخفيضات للإنتاج.
وقال راميريز، الذي كان وزيراً للنفط ورئيساً لشركة بي.دي.في.إس.إيه النفطية الحكومية حتى وقت قريب «ناقشنا الوضع في السوق وتبادلنا وجهات النظر. ينبغي لنا أن نواصل المباحثات و(من ثم) اتفقنا على الاجتماع مجدداً خلال ثلاثة أشهر».
وقال رئيس شركة روسنفت الروسية ايجور سيتشين إن بلاده لا يمكنها خفض مستويات الإنتاج على الفور لأسباب خاصة بقطاع النفط الروسي لكنها قد تقللها في الأمد المتوسط أو البعيد.
وذكر سيتشين، أقوى مسؤول بقطاع النفط الروسي، في بيان، أن روسيا لا تعاني كثيرا من الهبوط الذي شهدته أسعار النفط في الآونة الأخيرة. غير أنه أضاف أن نزول أسعار الخام قد يؤدي إلى تأجيل بعض المشاريع التي تتطلب روؤس أموال كبيرة.
ونقلت صحيفة كوميرسانت الروسية عن مصادر قولها إن روسيا قد تقترح خفض إنتاجها نحو 300 ألف برميل يومياً العام المقبل وان موسكو تتوقع أن تخفض «أوبك» انتاجها 1.4 مليون برميل يوميا.