طالب المرجع الشيعي علي السيستاني، البرلمان العراقي بالانعقاد في المواعيد الدستورية لتشكيل "حكومة تحظى بقبول وطني"، فيما بدا دعوةً ضمنيةً لرئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي إلى التنحي، في ظل ما تشهده البلاد من اضطرابات نتيجة توغل قوات "داعش" في عدد من المدن العراقية. ويتزامن طلب السيستاني مع دعوة ابن مؤسس "حزب الدعوة" جعفر الصدر صراحةً إلى الرحيل؛ لفشله في التعاطي مع كل الملفات، معتبرًا أن المالكي صار عامل فرقة لا وحدة. وينص الدستور العراقي على ضرورة اجتماع البرلمان بعد 15 يومًا من مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات، لكن أوساطًا سياسية أكدت لصحيفة "الحياة"، السبت (21 يونيو 2024)، أن هناك شبه إجماع على تأجيل الجلسة حتى التوصل إلى توافق على تشكيل الحكومة. ابتلاء وأوضح السيستاني، عبر ممثله في كربلاء أحمد الصافي أمس، أن فتواه الداعية إلى التطوع في صفوف الجيش موجهة إلى كل العراقيين ولا تخص طائفة معينة، وإنما تهدف إلى الدفاع عن البلاد في مواجهة العصابات التكفيرية المسماة داعش، التي اعلنت أنها تستهدفها كلها حتى النجف وكربلاء. وأضاف أن داعش يستهدف مقدسات جميع العراقيين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم، ويقتل كل من لا يوافقه الرأي أو يخضع لسلطته، حتى من يشترك معه في الدين والمذهب. وأشار إلى أن هذه الجماعة التكفيرية بلاء عظيم ابتُليت به منطقتنا، والدعوة إلى التطوع كانت بهدف حض الشعب العراقي على مقاتلة وطرد هذه الجماعة التي إن لم تتم اليوم فسيندم الجميع على ترك ذلك غدًا، ولا ينفع الندم عندئذ. تنحية المالكي وكان نجل مؤسس "حزب الدعوة" جعفر الصدر، دعا إلى إقصاء المالكي، مطالبًا في بيان له بـتشكيل "حكومة وحدة وطنية جامعة لكل مكونات شعبنا تأخذ على عاتقها معالجة الأزمة التي تمر بها البلاد، وإقصاءَ المسؤولين المباشرين عنها". وأضاف: "أخص بالمسؤولية رئيس مجلس الوزراء المنتهية صلاحيته نوري المالكي، الذي فشل في التعاطي مع كل الملفات حتى صار عامل فرقة لا وحدة". وأوضح أن "السياسات الخاطئة التي انتهجها القائمون على الحكم- كالتفرد بالسلطة، واتخاذ القرار، وتهميش الآخرين، واختلاق الأزمات، والدخول في محاور إقليمية- كان لها الأثر البالغ في تأزيم الوضع. رفض التنحي لكن هذه الدعوة، بالإضافة إلى إشارات صريحة من قيادات سنية وكردية، وأخرى ضمنية، أعرب الرئيس باراك أوباما بأنها قوبلت برفض من ائتلاف المالكي. وقال القيادي في الائتلاف عدنان السراج إن "المالكي هو المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة". كما تلقى المالكي اتصالاً هاتفيًّا من الرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي أكد دعمه الكامل لحكومته في محاربة الإرهاب. يأتي ذلك في الوقت الذي تدور فيه معارك طاحنة بين قوات الحكومة العراقية والمسلحين الذين يقودهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام المعروف اختصارًا باسم "داعش"، حول مصفاة بيجي النفطية ومطار تلعفر، شمال البلاد. ويحاصر المسلحون مصفاة بيجي – وهي أكبر مصفاة للنفط في العراق – ويقولون إنهم يسيطرون على أغلب أجزاء مطار تلعفر.
السيستاني يتخلى عن المالكي ويدعو إلى تشكيل حكومة جديدة