أجمل المواسم عندنا هو فصل الشتاء، لكنه لا يستمر إلا لفترة قصيرة لا تتعدى أربعة أشهر. وللأسف بدل أن نستمتع بها. نضع في أغلب أيامها عباءاتنا على رؤوسنا، ونتنقل من بيت إلى آخر.. أو نذهب لنزور المصابين في المستشفيات.
ففي الأسبوع الماضي، وما إن نزلت بعض قطرات من الأمطار لنستبشر خيراً ونكثر الدعاء ونستمتع بالمناظر الجميلة.. حتى فوجئنا بتهور بعض الشباب الذين قاموا بالتشفيط والاستعراض بالسيارات حتى تقطعت الإطارات.. وانقلبت بالتالي السيارات، وسقط سائقوها بين ميت وجريح، فإن ظل الجريح حياً يحتاج إلى كثير من العمليات، وإن تعافى فقد يعيش حياته معاقاً.
هل بمثل هذه التصرفات نشكر الله على نعمة الأمطار؟ أو نشكر الأهل على توفيرهم السيارات؟ أو نحمد الله على نعمة الصحة؟
أيضا هناك فرحة أخرى نعيشها في هذه الفترة، وهي المخيمات الربيعية التي تعتبر من العادات الجميلة التي تعيدنا إلى حضن الصحراء وجمعة الأهل والأصدقاء، وليالي السمر والتسامر..
ولكن للأسف انقلبت هذه الفرحة أيضا إلى مأساة، حيث يتسابق أبناؤنا في البقيات، ومن ثم تقع الحوادث، ولا نسمع غير صوت الاسعاف وصراخ الأهل..
كما أن البر فقد رونقه، حيث كثرت فيه سباقات السيارات، مما يثير الغبار على المخيمات ويزعج الأهل.. نعم لم يعد ذلك البر الذي كنا نخرج إليه زمان.. وكان يمتاز بالخضرة وجمعة الأهل والأصدقاء وصوت «الطار» مع غناء السيدات..
كما كان البر جميلاً أيام زمان.. كنا لا نعود إلى منازلنا إلا بعد أن تنتهي عطلة الربيع.. أما اليوم فأصبح البر مزوداً بجميع أنواع الترفيه من نت وستلايت وجمعيات تعاونية قريبة من المخيم، بالإضافة إلى السيارات التي تقل الناس طوال النهار من البيت إلى الخيم، وهذا ما يجعل الحوادث تكثر بسبب السرعة، وكذلك حقيقة أن فصل الشتاء يمتاز بالجمال، سواء بملابسه وحتى أكلاته ومناظره الخلابة، لكن للأسف حوادثه كثيرة لسوء تعاملنا معه..
كم حالة اختناق حدثت في المخيمات نتيجة الاستخدام الخاطئ للفحم.. وكم حادثة احتراق نتيجة عدم أخذ الحيطة والحذر كما توصي إدارة الإطفاء..
ومضة
فصل الشتاء قصير، لماذا لا نستمتع به بدلاً من أن نجعله فصل الكوارث..
موضي المفتاح