الوكيل – قال رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة الشيخ رائد صلاح إن على السلطة الفلسطينية أن تختار بين الانحياز لقضية القدس والمسجد الأقصى أو الاستمرار في المفاوضات العبثية مع إسرائيل.
وأضاف الشيخ خلال برناج بلا حدود الذي بثته فضائية الجزيرة، مساء الأربعاء، أن السلطة الفلسطينية مطالبة بأن تسأل نفسها سؤالا مصيريا: إلى أين المطلوب أن تنحاز؟ إلى قضية القدس والمسجد الأقصى وضمير الشعب الفلسطيني أم البقاء في مسيرة المفاوضات العبثية والوعود الإسرائيلية الأميركية التي اتخذت طوال الوقت غطاء لمواصلة تهويد الضفة الغربية؟.
ونصح السلطة بأن تنحاز إلى ضمير الشعب الفلسطيني وتأخذ كل المواقف التي تتفق مع وحدة وإجماع الشعب الفلسطيني.
وأوضح الشيخ رائد أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على القدس والمسجد الأقصى ويظن أنه بهذه الاعتداءات سيكسر صمود أهلنا المقدسيين، ويحولهم لخراف صامتين طوال الوقت، لكنه قوبل بالصمود المقدسي والوقوف الشعبي الكبير أمامه بأساليب مختلفة للتعبير عن رفض الاحتلال والاعتداء.
وأضاف أن الاحتلال استباح الإعدام الميداني للكثير من المقدسيين، واعتدى على المرابطات في المسجد الأقصى، إلى حد انتزاع حجابهن وطعنهن بفوهات البنادق، وغيرها من صور الانتهاكات، كما اعتقل الآلاف من المقدسيين وأبعد الآلاف منهم عن المسجد الأقصى، واعتقلت قواته طفلا عمره عامان فقط، وهي أمور عكست غضبا شعبيا عارما من المقدسيين الذين وجدوا هذه الاستباحة لدمائهم والتهديد لحياتهم.
وأكد رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة أن الاحتلال لن يستطيع أن يكسر صمود الموقف المقدسي وإرادة المقدسيين الذين يقفون أمام أحلامه كالسد المنيع، وهو يدرك ذلك جيدا بعد أن اكتشف أنه فقد أمنه الذي ظن أنه ثابت في القدس، وأصبحت أوهام الاحتلال في المسجد تواجه بهذا الصمود على صعيد الرجال والنساء والأطفال دون استثناء.
انتفاضة ثالثة
وبشأن ما إذا كانت الاحداث المتصاعدة في القدس تشكل بداية لانتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال وانتهاكاته للأقصى، قال الشيخ رائد صلاح إنها انتفاضة شعبية عفوية فردية تلقائية لم تقم بناء على قرار مسبق، والإنسان المقدسي أصبح يسأل نفسه: ماذا يمكن أن أخسر إذا كان هناك تهديد بتطبيق التطهير العرقي.
وأكد ‘لو اجتمعت كل وسائل القهر الإسرائيلية فلن تكسر هذه الإرادة المقدسية، خاصة أنها قابلة للامتداد للضفة الغربية، فضلا عن حتمية انعكاسها على البعدين العربي والإسلامي’، معتبرا أن الإنسان المقدسي يحافظ على وجوده وحاضره ومستقبله في القدس، دون أي استعداد للتنازل أو للتراجع.
وشدد الشيخ رائد على أن الفلسطينيين في الضفة الغربية لا يمكن أن يقفوا متفرجين، وهذا أمر واضح من الانتفاضة الأولى والثانية.
وأضاف أتمنى على السلطة الفلسطينية أن تدرك أن عليها الاختيار بين الانحياز لضمير الشعب الفلسطيني وأن نذهب في الطريق الذي لم نجن فيه إلا مفاوضات عبثية، وأن تدرك أننا في أمس الحاجة أن يدرك الضمير الشعبي أن السلطة تجسد ما يدور في داخله 100%.
وكشف أن هناك حكومات عربية مارست ضغوطا على المقدسيين للصمت على ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى المبارك.
وبشأن تساؤلات العديد من القراء والمشاهدين الذين استفسروا عن كيفية دعم إخوانهم في المقدس وتعزيز صمودهم قال الشيخ رائد ندرك الظروف التي تعيشها الشعوب العربية والإسلامية، من ضغوط وديكتاتوريات. ومع ذلك نتمنى عليها أن يكون لها دورها الداعم لصمود أهلنا في القدس.
وتابع هناك دور الدعم الإعلامي، والدعم الشعبي الجماهيري، والدعم المالي. نتمنى أن تقف كل الشعوب العربية والإسلامية لتقول للاحتلال الإسرائيلي إن القدس والمسجد الأقصى خط أحمر في مسيرة الأمة العربية والإسلامية.
(صفا)