عاد مستدركاً بتفكيره رافضاً كل ما جال في خاطره سابقاً، متفائلاً بأن المقاومة الشعبية ستردع دخولهم إلى المدينة، دارت تلك الخواطر في نفسه بصوت عال، أثناء سؤال "إرم" له عن نظرته للأوضاع الأخيرة التي شهدتها وتشهدها مدينة عدن جنوب اليمن، من محاولة مستميتة لمليشيات الحوثي لاقتحامها وفرض سيطرتها عليها.
بطل السطور السابقة هو شاب من عوام الناس، فهو ليس بذلك الشاب الذي قد يبدو عليه علامات أولئك الملتزمين في الدّين أو المجتهدين في أمور العبادة، يُدعى أيمن عبدالحكيم، إلا أنه رأى دخول الفكر الشيعي عن طريق جماعة الحوثي إلى عدن لن يكون، فقط، ظلما وطغيانا على المدينة التي يشهد لها التاريخ بالمدنية منذ عقود، وإنما سيكون بمثابة أمور تصل إلى المساس بعقيدة أهل السنة والجماعة.
وقال أيمن الذي يعمل موظفاً في إحدى الدوائر الحكومية بعدن: "الحوثيون استطاعوا التمدد في المحافظات الشمالية لأسباب عدة أبرزها ترجع إلى التاريخ القريب كون معظم أبناء الشمال إن لم يكن غالبيتهم من الذين يحملون المذهب الزيدي –أحد المذاهب الشيعية- والمعروف بانتمائهم إليه إبان حكم الإمامة لذلك الشطر"، مضيفاً: "وذلك بخلاف أبناء المحافظات الجنوبية الذين لا يعتقدون سوى بمعتقد أهل السنة والجماعة وعلى وجه الخصوص المذهب الشافعي الذي يتنافى تماماً مع مذهب الزيدية".
وتابع الشاب أيمن في حديثه لـ"إرم": "ليس فقط رفض الجنوبيين بشكل عام والعدنيين بشكل خاص للحوثيين، يقتصر على الجانب العقائدي وانما للثقافة العالية التي يتمتع بها أبناء الجنوب نظير الثقافة البسيطة التي يحملها الطرف الآخر هو ما يحول دون التعايش بين الطرفين".
وأشار أيمن بنظره متفائلة إلى: "أن المقاومة الشعبية ومن ورائها التحالف العربي التي تقوده السعودية، ستُعرّف تلك الجماعة المعتدية على الأرض والعرض حجمها الطبيعي، معيدين إيّاهم إلى الكهوف التي خرجوا منها، مُخلصين أبناء عدن من ذلك الكابوس المُرعب".
من جانبه، قال عضو مؤتمر الحوار الوطني عن عدن، أنيس يعقوب: "إن جماعة الحوثي جمحت في تفكيرها بعيداً وأطلقت لطموحها عالياً، حيث سوغ لها ذلك بأنها تمتلك القدرة على دخول عدن وفرض الأمر الواقع على أبنائها كما فعلت ذلك مرات عدة في محافظات يمنية أخرى".
وأضاف يعقوب: "إلا أن استبسال أبناء عدن كبح جماحهم، وفاجأهم برد فعل قوي لم يتوقعوه البته، حيث رفض العدنيون دخول الحوثيين إلا على جثثهم، أفضت تلك العزيمة إلى تكبيد تحالف الحوثي وصالح خسائر فادحة، جعلتهم يدركون أن عدن ليست لقمة سائغة أو سهلة المنال كما تصوروا".
وأكد يعقوب: "الحوثيون لم يحققوا أي انتصار على أرض الواقع في عدن، بل أشاع إعلامهم الفاقد للمهنية والرافض للخسارة أنهم حققوا انتصارات كبيرة في عدن وهو ما يثبت أنهم يصنعون انتصارات وهمية دون أي حقائق واقعية".
وأردف يعقوب قائلاً: "المراقب بتمعن للشارع العدني سيجد أن الحوثيين منبوذون بشكل كبير من كافة فئات أبناء عدن، رافضين مبدأ فكرة قبولهم بينهم جملةً وتفصيلا".