بينت عدة دراسات في مجال العلوم الاجتماعية ان التمتع بعلاقة زوجية مستقرة وصحية يرتبط مع حصول الاسرة على الكثير من الفوائد. فبالإضافة إلى الفوائد المادية والاجتماعية والنفسية وحتى الصحية التي تثري حياة الاسرة، ففوائد العلاقة الزوجية القوية لا تحصى بحيث تشمل جوانب يمكن استخدامها للتنبؤ بجودة حياة الاطفال والفرد بصورة عامة. لذا، قد يكون افضل استثمار تقوم به هو استثمار الوقت الذي تقضيه مع الشريك والابناء لضمان قوة العلاقة الزوجية وحل أي شوائب تشوبها.
استقرار نفسي
أثبت كثير من الدراسات أهمية جودة واستقرار العلاقة ما بين الزوجين على مستوى صحة الطفل النفسية والجسدية. فعلى الرغم من عمل أولياء الامور في بعض الاسر أكثر، وتوفيرهم لمدخول وفير وتمتع اطفالهم بمستوى اعلى من الراحة والغنى، فإن العوائل التي يتمتع فيها اولياء الامور بعلاقة صحية ومستقرة يكون فيها الاطفال، بالمعدل، أفضل اداء في المدرسة وتقل لديهم الشكوى من المشاكل النفسية او السلوكية واضطرابات النوم. كما تنخفض نسبة انخراطهم في السلوكيات الجامحة او الجرائم أو ادمان المخدرات.
وبشكل خاص بينت الدراسات ارتباط جودة بنية العائلة مع ارتباط ولي الامر مع اسرته، وخصوصا الاب. لذا، عندما ينفصل الزوجان، وتزداد فرصة عدم تدخل الاب في رعاية اطفاله، ترتفع مع ذلك ايضا فرصة ان يعاني الطفل من مشاكل سلوكية ونفسية، غالبا ما تستمر معه حتى بعد البلوغ.
فوائد كثيرة
اثبتت الدراسات ان المتزوجين يكونون بشكل عام اكثر صحة واطول عمرا وافضل مدخولا وحالة مادية مقارنة بأقرانهم العزاب. وقد ركزت معظم الدراسات على جوانب الفائدة على العائلة ككل، لكن بعضها قام باكتشاف الفوائد التي يجنيها الاشخاص من العلاقة الزوجية الصحية والمستقرة. وعند المقارنة ما بين الازواج الذين يتمتعون بعلاقة صحية وجيدة مقارنة بمن لديهم علاقة غير جيدة او سيئة، وجد ان السابقين يتمتعون بفوائد واضحة من الجانب البدني والاجتماعي والعاطفي. كما يكون لديهم معدل اقل من التوتر ويتبعون عادات حياتية افضل ويرعون صحتهم بشكل اكبر مقارنة بغير المتزوجين. ونظرا الى قوة علاقتهم العاطفية فان ذلك ينعكس ايجابا على صحتهم النفسية مما يفسر انخفاض نسبة معاناتهم من الاضطرابات النفسية بالمعدل، مقارنة بالعزاب او من في علاقة زوجية سيئة.