الفرق بين الإعجاب والحب
إن أعجبتك الوردة ستقطفها وإن أحببتها سترويها .
حب الرسول – صلى الله عليه وسلم – تابع لحب الله تعالى ، ولازم
من لوازمه ؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – حبيب ربه سبحانه ،
ولأنه المبلغ عن أمره ونهيه ، فمن أحب الله تعالى أحب حبيبه
– صلى الله عليه وسلم – وأحب أمره الذي جاء به ؛ لأنه أمر الله تعالى .
ثم إن النبي – صلى الله عليه وسلم – يُحب لكماله، فهو أكمل الخلق
والنفس تحب الكمال ، ثم هو أعظم الخلق – صلى الله عليه وسلم – فضلاً
علينا وإحسانـًا إلينا ، والنفس تحب من أحسن إليها ، ولا إحسان أعظم
من أنه أخرجنا من الظلمات إلى النور ، ولذا فهو أولى بنا من أنفسنا ،
بل وأحب إلينا منها .
هو حبيب الله ومحبوبه .. هو أول المسلمين ، وأمير الأنبياء ،
وأفضل الرسل ، وخاتم المرسلين .. – صلوات الله تعالى عليه – .
هو الذي جاهد وجالد وكافح ونافح حتى مكّن للعقيدة السليمة النقية أن
تستقر في أرض الإيمان ونشر دين الله تعالى في دنيا الناس ، وأخذ بيد
الخلق إلى الخالق – صلى الله عليه وسلم – . هو الذي أدبه ربه فأحسن
تأديبه وجمّله وكمّله :
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
(القلم/4) ،
وعلمه :
{ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً }
(النساء/113)
وبعد أن رباه اجتباه واصطفاه وبعثه للناس رحمة مهداة :
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
(الأنبياء/107) ،
وكان مبعثه – صلى الله عليه وسلم – نعمة ومنّة :
{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ }
(آل عمران/164) .
هو للمؤمنين شفيع ، وعلى المؤمنين حريص ، وبالمؤمنين رؤوف رحيم
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }
(التوبة/128)
– صلى الله عليه وسلم – .
على يديه كمل الدين ، وبه ختمت الرسالات – صلى الله عليه وسلم
هو سيدنا وحبيبنا وشفيعنا رسول الإنسانية والسلام والإسلام محمد بن
عبد الله عليه أفضل صلاة وسلام ، اختصه الله تعالى بالشفاعة ، وأعطاه
الكوثر ، وصلى الله تعالى عليه هو وملائكته :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
(الأحزاب/56)
صلى الله عليك يا سيدي يا حبيب الله ،
يا رسول الله ، يا ابن عبد الله ورسول الله .
هو الداعية إلى الله ، الموصل لله في طريق الله ، هو المبلغ عن الله ،
والمرشد إليه، والمبيّن لكتابه والمظهر لشريعته .