تناقلت وسائل إعلام، مساء الإثنين، تقريرا سربه جيش الاحتلال الإسرائيلي، يكشف أن جندياً واحداً من بين كل خمسة جنود بالقوات النظامية يتلقى مساعدات مالية، بسبب معاناته من الفقر المدقع.
كما كشف التقرير أن 4200 جندي نظامي يتلقون دعما ماليا مباشرا، فيما يحصل 30 ألف جندي آخر على دعم لشراء المستلزمات الأساسية والأطعمة، فضلا عن كشفه عن ارتفاع عدد هؤلاء الجنود "بدون عائلة" بنسبة 10% خلال عام واحد.
وكشف الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" مساء الإثنين، أن أكثر من 4 آلاف جندي نظامي يُصنفون على أنهم "مستحقون للدعم المالي لإعالة أسرهم التي تعيش في فقر مدقع"، كما أن قيادات بالجيش تقدم مساعدات مالية لآلاف الجنود الفقراء، من أجل مساعدتهم على شراء الطعام أو السلع الأساسية التي تحتاجها أسرهم.
وقال الموقع إن تبرعات مالية كبيرة تصل إلى الجنود عبر منظمة أصدقاء جيش الدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية (FIDF)، وأنها تصل في النهاية إلى جنود نظاميين يعانون من شتى صنوف الفقر، ويضطرون لاقتراض أموال من "السوق السوداء" ما يضعهم في مشاكل متراكمة.
وبحسب مصادر بجيش الاحتلال، فإن "غالبية الجنود الفقراء يخدمون في وحدات ميدانية، وأنه تم التوصل إلى حلول فيما يتعلق بالجنود العاملين في وحدات داخلية، مثل السماح لهم بالبحث عن عمل إضافي خارج الجيش، بيد أن الجنود في الوحدات الميدانية لا يُسمح لهم بذلك.
وبحسب معطيات جيش الاحتلال، "ثمة قرابة 20 ألف جندي نظامي يمارس أعمال أخرى بعد نهاية دوام يومه العسكري"، فيما يقول جنود نظاميون أثرياء إنهم "يدفعون من جيوبهم من أجل الحفاظ على نموذج جيش الشعب، ولكي يستطيع الجنود الفقراء القيام بمهامهم بكرامة"، على حد قولهم.
المرتزقة يتزايدون
وقدر جيش الاحتلال أن عدد الجنود النظاميين "بدون عائلة" بلغ حاليا 6200 جندي يخدمون بالجيش، وأن ثلثي هذا العدد من المهاجرين الفُرادى الجدد، والذين فقدوا الاتصال بأسرهم في البلاد التي أتوا منها، وأن هناك نقاشاً حول طبيعة المخصصات المالية المستحقة لهم.
وزاد عدد مرتزقة جيش الاحتلال من دول أخرى بنسبة 10% خلال عام واحد، وهؤلاء فقدوا الاتصال بأسرهم تماما، وانضموا للجيش الإسرائيلي في إطار "حصولهم على فرصة عمل ومصدر للدخل".
ومؤخرا أفادت مصادر إسرائيلية أن تحقيقا يجري داخل جيش الاحتلال، بعد أن تبين أن جنوداً يتقاضون أموالا مقابل قيامهم بنوبات الحراسة نيابة عن زملائهم، في وقت تتغاضى فيه قيادات بالجيش عن تلك الظاهرة التي استشرت بين الجنود.
وأفاد مراقبون أن "القيام بنوبات الحراسة بات صناعة رائجة داخل الجيش، حيث تصل المبالغ المالية التي يتقاضها الجنود إلى 200 شيكل في الأوقات الطبيعية، وقرابة 700 شيكل في فترات الأعياد".
ولفتت مصادر إلى استشراء الظاهرة في غالبية القواعد العسكرية، وصولا إلى مجمع الـ (كرياه) الذي يضم مقر هيئة الأركان العامة في تل أبيب، وسط تقاعس من القيادات العسكرية. كما أن "الجنود الذين ينحدرون من عائلات ثرية، يدفعون لزملائهم المحتاجين، والذين وجدوا في هذا الأمر تجارة مُربحة".