الوكيل – اختار شاب لبناني بكامل أناقته ووسامته العقبة الخاصة ليعمل فيها (عامل نظافة)، مؤكدا سعادته بالعمل ورضاه التام عنه وذلك بعد ان وصلت اجور عمال النظافة في العقبة الى 1000 دينار شهريا مع بدء عمل شركة النظافة الجديدة قبل حوالي اسبوعين.
وفي التفاصيل فقد باشرت احدى شركات النظافة العالمية عملها في العقبة الخاصة في مجال النظافة لتبدأ عملية واسعة لاستقطاب عمال النظافة من داخل المدينة وخارجها لكن الامر كان دراماتيكياً بالنسبة للاردنيين والوافدين.
ووفقا لمراقبي عمل وعمال نظافة اكدوا ان الامر عرض على مئات من الشباب الاردنيين وباجور يومية تدفع سلفا مقدارها 30 دينارا في اليوم وعلى ورديتين صباحية ومسائيه وبمعدل 15 دينارا لكل وردية الامر الذي رفضته العمالة الأردنية بحجة (ثقافة العيب) ما اضطر اصحاب العمل وفقا لمراقبي العمال الى الاستعانه بالعمالة الوافدة والتي كان من ضمنهم الشاب اللبناني لتكون النتيجة صرف 1000 دينار شهريا للعامل الواحد في العقبة الخاصة وسط حالة من العزوف غير المبرر عن العمل من قبل الاردنيين عن هذا القطاع .
احد العمال الوافدين عن طبيعة العمل وصعوبته في هذا المجال قال، وفق ‘الدستور’، اعمل احيانا ورديتين بـ30 دينارا يوميا دون ان اشعر باي جهد اضافي ذلك ان هناك اوقاتا مخصصة للافطار والصلاة والغداء والاستراحة واتمنى ان يستمر الامر هكذا حتى اتمكن من تكوين نفسي في اقل من سنه.. ثم توجهت الى احد الشباب الاردنيين الباحثين عن العمل في العقبة لماذا لاتلتحق فورا بهذا العمل في ظل هذه اليوميات النقدية المغرية جدا؟!! مع علمي بحالته المادية الصعبة فنظر باستغراب وقال (وحد الله يا زلمة شو بدهم يحكوا عني جماعتي ) .
ومازال مئات الوافدين في العقبة يعملون بهذه الطريقة بعد ان فرضوا شروطهم واجورهم على اصحاب العمل الذين لم يجدوا طريقاُ آخر لاتمام عملهم دون دفع 30 دينارا يوميا لعامل نظافة وافد وسط حالة من الفرح العارم التي تسيطر على مئات الوافدين في العقبة الخاصة .
ما بين ثقافة العيب والخجل الاجتماعي غير المبرر، وتهافت الوافدين على عمل باجور يومية غير مسبوقة نبقى يوميا نلعن الظلام دون ان نحاول اشعال شمعة واحدة نرى فيها نهاية النفق المظلم، فأيهما اجدى ان تحصل يوميا على 30 دينارا لعمل محترم وشريف او تبقى اسير البحث والرجاء والاستعطاف للحصول على وظيفة لا يكاد راتبها يسد رمق الحياة؟!.