القلوب أحيانًا تبصر أحسن مما تبصر العيون .
كان يذهب صباح كل يوم إلى الكلية فيراها مطلة من النافذة ،
ويعود من الكلية بعد …الظهر فيجدها ما تزال في النافذة ، وخفق قلبه.
لم تقل له أى كلمة ، لم تشر له أي إشارة ،
وإنما كانت ابتسامتها تتكلم وتتحدث وتغنى عن أي شئ.
وأحس أنها تنتظره هو وحده
وكان انتظارها الدائم له يفعل في نفسه فعل السحر ، تقدم في دراسته
من أجلها ، ، نال بكالوريوس الهندسة ، وسافر في بعثة إلى أمريكا ،
وعاد بعدها ، مر من تحت نافذتها فوجدها ما زالت مبتسمة ،
لم تغضب لغيابه الطويل لحصوله على الدكتوراه ،
وذهب لخطبتها من أبيها..
هز الأب رأسه وقال : هل تعرفك؟؟
نعم.. إنها تعرفنى ، وتبتسم لى كل يوم
قال الأب والدموع تنهمر من عينيه :
ولكنها عمياء يا بنى ، لم ترى عيناها النور منذ ولادتها.
وإذا بالدكتور المهندس الشاب يقول :
إنه مصر على أن يتزوج بها وهى عمياء
ودهش الأب ، وقال المهندس :
إننى مدين لهذه الابتسامة بكل ما وصلت إليه في حياتى والمرأة التي
تصمد لهذا العجز وتبتسم للدنيا برغم حرمانها من أن ترى جمالها
هى امرأة رائعة
وتزوج المهندس من الفتاة العمياء ومشت معه في طريق الحياة ،
ووقفت بجانبه في الشدائد ، وما زالت عيناها العمياوان أجمل عينين
رآهما في حياته
حقًا :