الوكيل – أكد وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الدكتور خالد الكلالدة أنه ‘لا صحة لوجود توجه رسمي حتى الآن بتقييم الوضع القانوني لجماعة الإخوان المسلمين في البلاد تمهيدا لحلها’، واصفا ما يجري تداوله حول ذلك بـ’الإشاعات’.
وقال الكلالدة في تصريحات خاصة لـ’الغد’، حول ما تسرب عن وجود ‘توجه رسمي لحل الجماعة’ على خلفية مهرجان نصرة غزة وتقديم عرض رمزي عسكري إن ‘ما تسرب هو إشاعات، ولا توجد دراسة للموقف حتى الآن (وأكرر حتى الآن) وأي تعامل مع الجماعة أو غيرها هو بموجب القانون’.
وعلق الكلالدة بالقول، إن ‘مختلف القوى السياسية في البلاد وليس الاسلاميين فقط قد ‘تجنوا’ على الدولة واتهموها بالتقصير في ما يخص ملف دعم غزة’، مضيفا: ‘هذا ليس صحيحا وتزوير للحقائق.. وبالنسبة لمهرجان الإخوان انتهى ولو كنا نريد اتخاذ إجراءات لاتخذنا’.
وتأتي تصريحات الكلالدة وسط طرح تساؤلات مكررة لمراقبين، حول مستقبل العلاقة بين الحركة الإسلامية والدولة، من جهة، ومستقبل الحركة إثر الخلافات التي تعصف بين تياراتها بين الحين والآخر من جهة أخرى.
ويرهن مراقبون في هذا السياق، تطورات العلاقة مع الدولة، بمرونة القيادة السياسية للجماعة أو الحزب، وهو ما عبرت عنه القيادة المنتخبة مؤخرا برغبتها بالانفتاح على الحكومة، والشروع بحوار وطني يشمل كل القوى السياسية في البلاد.
وعن موقف الحكومة من تلك الخطوة التي أطلقها رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الاسلامي الجديد الدكتور عبدالمحسن العزام، علق الكلالدة بالقول: ‘منذ متى أقفلنا باب الحوار، الحكومة جاهزة للحوار طيلة الوقت.. لكن لا نعرف كيف تنظر الحركة الإسلامية حتى الآن إلى مفهوم الحوار’.
في سياق متصل، بدأت مساع داخلية في حزب جبهة العمل الاسلامي لإجراء اتصالات مع رموز تيار ما يعرف بـ’الحمائم’ لاحتواء تداعيات جلسة انتخاب الأمين العام للحزب السبت الماضي، بحسب مصادر رسمية في الحزب.
وكشف العزام، عن وجود قنوات اتصال مع أعضاء المجلس الذين انسحبوا من جلسة انتخاب الأمين العام السبت الماضي، في محاولة لما قال إنه ‘ترطيب الأجواء وإزالة حالة الاحتقان التي أعقبت الجلسة’.
وتأتي هذه التصريحات للعزام، عقب أسبوع من انتخاب الأمين العام الجديد محمد الزيود خلفا للقيادي حمزة منصور، وقبل ساعات قليلة من اجتماع موسع لأعضاء الشورى المنسحبين المقرر اليوم الساعة الخامسة مساء في منزل أحد القيادات المحسوبة على تيار الحمائم للتداول في وقائع الجلسة.
ولم يرشح للآن، رغم الاتصالات التي أجرتها ‘الغد’ مع قيادات في ‘الحمائم’، أي تصورات عن المقترحات التي سيخرج بها اللقاء، فيما تداول نشطاء شبان في جماعة الإخوان على موقع التواصل الاجتماعي ‘الفيسبوك’، مقترحات من قبيل ‘الاستقالات من التنظيم’ أو ما أسماه البعض ‘حلولا جذرية’ للوضع القائم، بدون التطرق إلى تفاصيلها.
وحاولت ‘الغد’ الاتصال بعدد من قيادات الحمائم، التي ما تزال تمسك عن التعليق على القضية، مفضلة بحثها داخليا بدون الخروج إلى وسائل الإعلام، بمن فيهم القيادي منصور، والدكتور عبداللطيف عربيات، إضافة إلى الشيخ سالم الفلاحات، الذي أشار مقربون منه إلى أن ملف انتخاب الأمين العام للحزب أصبح ‘خلفه’. وطرح عدد من منتسبي الحركة الإسلامية مقترحات عبر صفحات التواصل الاجتماعي، للخروج مما أسموه ‘المنزلق الخطير’ الذي تمر به الحركة، بإطلاق سلسلة حوارات داخلية وفتح قنوات في القريب العاجل، كما علق عبدالرحمن حسنين على صفحة المهندس خالد حسنين (أمين سر سابق في المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين) على ‘الفيسبوك’ حول القضية.
ويستبعد مراقبون مجددا الذهاب إلى التفكير بأي سيناريوهات مستقبلية من شأنها تقويض ركائز الحركة الإسلامية أو حدوث انشقاقات ‘عمودية’ فيها على مستوى القيادات، بدون أن يقللوا في الوقت ذاته من أهمية الخلافات القائمة داخل البيت الإخواني، مع ما رأوا فيه حالة ‘الإقصاء غير المسبوقة’ لتيار ‘الحمائم’ لصالح تيار ‘الصقور’ الذي بات يتصدر قيادتي جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي.
وذهبت آراء عدد من شبان الحركة الإسلامية، إلى أن ‘عدم الالتزام بالتوافق على الشيخ الفلاحات في الساعات الأخيرة، لا يندرج بأي حال من الأحوال تحت بند ‘المخالفة التنظيمية’ أو ‘القانونية’ لنظام الحزب الاساسي’، فيما رأى البعض أن ما جرى ‘تجاوز على أدبيات’ الحركة الإسلامية، التي درجت العادة فيها على اختيار قيادات بالتوافق بدون الانتخاب، بينما وصفها أحدهم ‘بالسقطة الأخلاقية’ ودعا آخر إلى إجراء تعديلات طفيفة على بعض المواقع القيادية للحزب.
وفي ضوء ذلك، أكد القيادي العزام، استبعاده في حديثه لـ’الغد’ أن يلجأ مجلس شورى الحزب إلى إجراء أي تعديلات ولو طفيفة في ‘المواقع القيادية’ التي جرى انتخابها (المكتب التنفيذي للحزب على وجه الخصوص).
إلا أن العزام، بتأكيده بوجود اتصالات مع أطراف في مجلس الشورى لاحتواء ‘الأزمة’ والوصول إلى تهدئة’ و’تطييب الخواطر’ على حد تعبيره، اعتبر أن ذلك ‘محاولة للحزب لحرصه على وحدة الصف الإخواني’، دون أن ‘تذهب تلك التحركات’ إلى أي تغيير في المواقع التنظيمية القيادية التي جرى انتخابها واختيارها، قائلا: ‘إن ما جرى ممارسة ديمقراطية وكان لمجلس الشورى رأي آخر مختلف عن التفاهمات وهو سيد نفسه’.
وقال حول ما تسرب من توجه بعض قيادات ‘الحمائم’ في الحزب إلى الاستقالة: ‘أستبعد ذلك، نحن نتكلم عن مؤسسة تنظيمية تحتكم إلى نظام داخلي وفي الوقت نفسه هؤلاء قيادات مقدرة ورموز لا غنى عنهم، وتجري اتصالات الآن وتحركات تعطي مؤشرات إيجابية بين الفريقين وتلم الرموز وأنا متفائل بالتحركات’.
وفي ما إذا كان الحزب سيكتفي بـ’تطييب الخواطر’ على حد تعبير العزام، قال موضحا: ‘ما تزال هناك فرصة لتوزيع عدد من المهام الداخلية والمسؤوليات عبر لجان مختلفة، وسيكون هناك تشاور مستمر.. باعتقادي أن دعوة الحكومة مؤخرا على سبيل المثال لعقد حوار وطني اقتصادي عندما سنشارك فيه سنلجأ إلى تلك القيادات والإخوة للتشاور، وأؤكد أنه لم يكن هناك إقصاء لأن إخواننا على قدر المسؤولية، وما حصل سوء فهم فقط’.
ورغم تأكيدات قيادات من بينها الشيخ منصور بعدم وجود أي توجه للمشاركة في مؤتمر ‘الدعوة إلى إصلاح الجماعة الثاني’ الذي ترأسه المراقب العام السابق عبدالمجيد الذنيبات، تشير مصادر إلى وجود احتمالات بدعم البعض للمؤتمر، أو توجيه رسالة جماعية للمراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد، حول ضرورة إزالة حالة الاحتقان بموجب أنظمة الجماعة الداخلية دون الخروج على تقاليدها.
الغد