بعد انتظار طال أمده، تحط في مطار الكويت الدولي بعد ظهر اليوم، أول طائرة a320 مستأجرة من «ايرباص»، تحمل اسم البوم، وذلك ضمن صفقة تحديث الأسطول، التي تتضمن استئجار 12 طائرة وشراء 25 طائرة من «ايرباص». على أن يتم تسلم الطائرة الثانية من الطراز نفسه في 22 الجاري.
وتم تسليم الطائرة الأولى رسمياً لـ«الكويتية»، ضمن احتفال أقامته الشركة الأوروبية في مصانعها بمدينة تولوز الفرنسية بالمناسبة مساء أمس، حضره مسؤولون في «ايرباص» ووفد من مجلس إدارة «الكويتية» والادارة التنفيذية برئاسة رشا الرومي وممثلي الصحف المحلية، بالإضافة إلى ممثل للمجلس الأعلى للطيران المدني، بصفته الجمعية العمومية لـ«الكويتية».
جولة تعريفية
وكانت «ايرباص» قد نظمت للوفد جولة تعريفية للإعلاميين الكويتيين داخل مصانع ايرباص في تولوز، اطلعوا خلالها على مراحل تصنيع طائرات الـ380 A و350 A.
واستبعد مسؤول استراتيجيات التسويق الدولي في شركة ايرباص ريتشارد كاركاييه أن يكون لتراجع أسعار النفط أثر في مبيعات وعقود الشركة الحالية والمستقبلية، مضيفا أن ازمات سابقة على اختلاف انواعها، سواء كانت اقتصادية او صحية، لم تؤثر في أعمال الشركة، على اعتبار ان تعاقداتها وصفقاتها طويلة المدى، وتسليم الطائرة يتم بعد سنوات من الاتفاق على شرائها، وبالتالي فإن سداد قيمتها يمتد لسنوات طويلة. وقال إنه لا مشكلات فنية أو تصنيعية وراء تأجيل «ايرباص» تسليم اول طائرة من طراز A350 الى الخطوط الجوية القطرية، موضحا ان «القطرية» ستتسلم الطائرة خلال أيام، وأن تغيير مواعيد التسليم امر وارد وطبيعي في صفقات الطيران.
وأكد أن «ايرباص» لا تفكر إطلاقا في وقف انتاج طائرة A380، مشيراً الى ان الشركة تفكر في خفض تكاليف انتاج الطائرة في العام المقبل2020، لكنها لا تخطط اطلاقا لإلغاء تصنيعها. وأضاف كاركاييه أن «ايرباص» تتطلع الى تعظيم استخدامات التكنولوجيا في طائراتها، مع إحداث تطوير شامل في قطاع الطيران وحركة السفر الجوي يبلغ مداه في عام 2050.
«ايرباص» و«بوينغ»
ولفت الى أن «ايرباص» و«بوينغ» تتنافسان على حصة الصدارة في قطاع الطيران، حيث تتراوح الحصة السوقية لكل شركة منهما من السوق العالمي بين %40 و%60 سنوياً، فتتفوق «أيرباص» في عام وتتفوق «بوينغ» في آخر، حسب الطلبيات وإصدارات الشركتين الجديدة من الطائرات، مبيناً أن حصة «ايرباص» من السوق العالمي بلغت %53 في عام 2024 مقابل %47 لـ «بوينغ»، حيث بلغت مبيعات «ايرباص» خلال العام الماضي 42 مليار دولار.
ووفقا لبيان من «ايرباص»، فإنه حتى نوفمبر 2024، بلغ مجموع الطلبات التي تسلّمتها «إيرباص»، من منطقة الشرق الأوسط على كل عائلاتها 891 طائرة في الشرق الأوسط؛ سلّمت منها الشركة 427 طائرة.
وحول حجم مبيعات «ايرباص» في 2024 وتوجهاتها المستقبلية أوضح كاركاييه أن «ايرباص» باعت في العام الحالي أكثر من 600 طائرة متنوعة الطراز والقيمة، منها 61 طائرة في شهر نوفمبر الماضي فقط، موضحا أنه لا يمكن تحديد قيمة مبيعات العام الجاري، بسبب استمرار تسليم بعض الطلبيات التي ستغير الرقم.
واكتفى بالقول «نشهد طلبا متزايداً ونتطلع للمزيد دائما».
ولفت كاركاييه إلى أن عدد العاملين في «ايرباص» يبلغ 77 ألف موظف، 55 ألفاً منهم يعملون في الشركة نفسها، مقابل 12 ألفاً في الشركات التابعة لها، في حين أن عدد العاملين في المجموعة كاملة، بما فيها قطاع الطيران العسكري يصل إلى 144 ألف موظف.
حماية البيئة
وتابع كاركاييه حديثه قائلاً: إن ازدحام الاجواء والانبعاثات الضارة يمثلان تحديا لنا، وندرس حاليا مزيدا من الاجراءات الحمائية للبيئة، ونبحث سبلاً لتقليل الانبعاثات الضارة وتنظيم حركة الطيران.
واشار الى ان «ايرباص» تعمل على دراسة تستهدف معرفة حركة طيران الطيور وتشكيلها التنظيمي عندما تطير كأسراب، في محاولة لنقل الفكرة للطائرات المدنية ليصبح الجو أكثر فراغا، ويقلص من الازدحامات في الجو، إذ ان السير في خطوط منتظمة ومتتابعة ليس كالسير في خطوط متفرقة.
ووفقاً لدراسة إيرباص «توقعات السوق العالمي» التي نشرتها مؤخراً، ستنمو أساطيل طائرات الركاب الخاصة بشركات الخطوط الجوية التي تتخذ من الشرق الأوسط مقراً لها، بمقدار 2148 طائرة ركاب جديدة، حيث سيتمّ تسليمها بحلول نهاية عام 2032، مما يمثل %7 من إجمالي تسليمات الطائرات حول العالم.