تخطى إلى المحتوى

الملكة فكتوريا وأستاذها المسلم

  • بواسطة
الملكة فكتوريا وأستاذها المسلم..

الملكة فكتوريا وأستاذها المسلم…

خليجية

الملكة فكتوريا:

هي ملكة بريطانيا وايرلندا ( 1837-1901) وامبراطورة الهند (1876-1901). كانت حفيدة الملك "جورج الثالث"، تنتمي الى اسرة هانوفر ذات الاصول الجرمانية. وهي من مواليد 24 مايو 1819م.

توجت "فكتوريا" ملكة بعد وفاة عمها "ويليام الرابع". وتزوجت سنة 1840من الامير البرت الذي مات بمرض التيفود سنة 1861 عن عمر لم يتجاوز 42 عاما. انجبت منه 9 اطفال 8 منهم فتيات و ولد واحد هو ادوارد، والى ذريتها تنتسب معظم الاسر الملكية والاميرية في اوروبا اليوم.

خليجية

كان لها دور فعال في الحياة السياسية، كانت تشارك رؤساء الوزارة في اتخاذ القرارات. بعد وفاة زوجها فضلت الانسحاب من الحياة العامة ، الا ان ذلك لم يمنعها من الاستمرارفي منصبها حتى أصبحت فترتها الأطول في تاريخ الحكم في بريطانيا.

خليجية

عبد الكريم حافظ ( الصديق المقرب):

كان عبد الكريم شابا مسلما لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره عندما حط رحاله في بريطانيا قادما من ولاية أجرا الهندية. وكانت المهمة التي وفد من أجلها هي خدمة المائدة الملكية في حفل اليوبيل الذهبي للملكة فكتوريا عام 1887.

فكر عبد الكريم في الاستقالة من وظيفته بعد وقت قصير من الالتحاق بها، لأنه كان يعتقد أنها وظيفة دنيا ، ولكن الملكة طلبت منه البقاء. وفي غضون عام واحد نجح الشاب في ترسيخ أقدامه كواحد من اهم المتنفذين في البلاط الفكتوري، وأصبح معلم الملكة ومستشارها لشؤون الهند.

أصبح عبد الكريم صاحب نفوذ واسع في حياة الملكة التي استخلصته وجعلته موضع ثقتها وكاتم أسرارها. ونجح من الخروج من دائرة الخدم إلى دائرة الحاشية المقربة من الملكة.

وقد بلغ نفوذ عبد الكريم في حياة الملكة فكتوريا حدا جعلها توصي بمنحه شرف المشاركة ضمن صفوف النبلاء وكبار رجال الدولة في مراسم دفنها في قلعة ونزور.

وقد أمرت الملكة التي كانت تبلغ الستين من عمرها في ذلك الوقت بذلك المرسوم رغم علمها أنه سيلقى معارضة قوية من داخل البيت الملكي نفسه. فقد كان أفراد العائلة الملكية شديدوا البغض لعبدالكريم.

وخلال فترة خدمة عبد الكريم منحته الملكة العديد من الأوسمة والنياشين لخدماته أثناء زيارتها لعواصم أوروبا ولقاءاتها مع ملوك ورؤساء الحكومات.

وقد علم عبد الكريم الملكة كيف تكتب باللغتين الهندية والأردية، وكيف تأكل الكاري الهندي الذي أصبح فيما بعد طبقا رئيسيا على المائدة الملكية.

وفي نهاية المطاف أصبح عبد الكريم هو السكرتير الفعلي للملكة فكتوريا رغم أن البروتوكولات الملكية تضم منصبا رسميا لسكرتارية الملكة.

وحصل عبد الكريم وزوجته على امتياز حق الاقامة الحرة في كافة الأراضي والاقطاعيات والقصور الخاصة بالملكة في بريطانيا والهند. كما سمح له باستقدام كل أفراد عائلته من الهند إلى بريطانيا.

طرد بلا رحمة:

وامتد نفوذ عبد الكريم ليشمل إدارة الملكة للشؤون السياسية في الامبراطورية البريطانية المترامية الاطراف، وقد لعب دورا هاما من خلف الستار في تعيين أو إقالة نواب الملكة في الهند.

كانت العلاقة القوية بين الملكة فكتوريا وعبد الكريم بمثابة صدمة قاسية لأفراد الأسرة المالكة والبلاط في لندن. ولم يكن أدل على كراهية دوائر الحكم لعبد الكريم من أنه بعد ما لا يزيد عن بضع ساعات من جنازة الملكة فكتوريا، كان من أوائل القرارات التي اتخذها ابنها ادوارد طرد عبد الكريم وإنهاء خدماته التي استمرت لعشر سنوات بصورة مهينة.

الجدير بالذكر هو ان كل هذه المعلومات عن العلاقة الوثيقة بين الملكة فكتوريا وعبد الكريم توصلت إليها كاتبة بريطانية مؤخرا من خلال وثائق لم يكشف عنها من قبل وهي عبارة عن مذكرات يومية جمعتها الكاتبة ( شاراباني باسو ) ، وقد تطلب هذا الامر عملا شاقا منها في الهند وباكستان للتوصل إلى المذكرات التي كتبها عبد الكريم بخط يده ، وقد احتفظ بها بعض أفراد أسرته بعد وفاته عام 1909م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.