الوكيل – أعجبتني تلك العبارة التي توج بها صاحب المورد اولى صفحات معجمه الضخم ‘يتوق من يؤلف كتاباً الى المديح … أما من يؤلف قاموساً فحسبه ان ينجو من اللوم’
من البشاعة بمكان ان لا نرى انفسنا الا من خلال المرآة المقعرة ذات الابعاد الخاطئة، وهل اقسمنا على انفسنا اليمن المغلظة ان لا نرى شيئا جميلا وهل عجزت اقلامنا ان تطرب الآخرين بخبر سار او حتى عبارة أمل وتفاؤل وبشرى، ام انها امتهنت التنبيش في فسافس الامور ونسج قصص الخيال، واقتصرت تلك الممارسة لشخص دون الآخر لانها تدرك سلفاً ما هو فاعل بها ذلك الآخر ان هي مست طرف لباس قدمه.
بتجربتي الشخصية ومنذ تشرفت بدخول مجلس النواب الاردني السابع عشر سعيت والله يشهد وبكل طاقاتي وامكانياتي ان أحقق قدر المستطاع ما وعدت به الناس فيما يتعلق بمعيشتهم وظروفهم واحوالهم دون كلل او ملل وبذلت ما وسعني في تحقيق رؤى وتصورات أعدت للنهوض بقطاعات مختلفة في الاردن مؤمنا انه يستحق منا التضحية والفداء ولم نصفق للحكومة وهي تتخذ سياسات من شأنها المساس بالمواطن او قرارات افرزت انعكاسات الغضب في الشارع الاردني مع الايمان التام بطبيعة الحال ان الحكومة ليست عدوا للمواطن وهي غير راغبة في التضييق عليه ولكنها ادرى بظروفها وما تمليه عليها المتغيرات وبالتالي يجب ان يفهم ان الخلاف ليس على الشخوص بكل الاحوال بقدر ما هو خلاف على ما يصدر عنهم وبما لا يتناغم مع رغبات الشعب الذي هو صاحب السلطة اصلا.
اما بخصوص ما صدر من بعض الكتاب من تفسيرات وتأويلات حول دعوة رئيس الوزراء وبعض الوزراء والنواب والاصدقاء من رجال الاعمال والاعلاميين والصحفيين وتم النشر على المواقع الالكترونية الى درجة انني لم أعد اجد تفسيرا لماذا قامت هذه الزوبعة ضدي انا شخصيا دون غيري، فلقد حضرت وبمعية دولة الرئيس عشرات المآدب وعند مختلف الاطياف في المجتمع الاردني سواء عند وزراء او نواب او اعيان او رجال اعمال او شيوخ عشائر، ولم يحرك احد ساكنا او يوجه نقدا، فهل يحظر علي ان ادعو احد لمنزلي وكائنا من كان تكريما وتشريفا، حيث انني لم اكن انوي الرد لان (قلة الرد رد) فصاحب الولاية العامة حسب الدستور يجب ان يكون متاحا للشعب وقريبا من الشعب على عكس ما اورد بعضهم فهو القروي والفلاح والمزارع وهو رئيس الوزراء ايضا ولا يجوز ان نسمي الناس (هب ودب) فالملافظ (سعد) كما ورد في موروثنا الشعبي، وانني اربأ بنفسي ان اواجه بأي شكل من اشكال الذم والتحقير والتشهير ولأنني اؤمن ان اعرافنا الجميلة هي فوق كل سموم الخبث واقتضت منا ان نرد العزومة لأن (أكل الناس عند الناس دين) الا اذا كان هذا المفهوم غير وارد في القاموس الاجتماعي لمجتمعنا الاردني الزاخر بكل اشكال المحبة والود والالفة.
ان التعدي السافر على الاشخاص والهيئات وحين يمارس ممن استمرأوا هذا الاسلوب الفج انما هو اعتداء على منظومة اجتماعية متجذرة في بلدنا وهل يدرج اصحاب الولائم ممن سلف في قائمة اصحاب المصالح او المنافع وعلى اثر رجعي ؟.
ان التعدي والاستباحة والتجييش والتشهير امر ينافي رسالة السلطة المقدسة (الصحافة) التي هي ومن اولى اولياتها ان تكون مشروع تنظيم للحياة وهل كان قسمها المقدس
مجرد (علكة) تمضع حين تلزمك بتحري الصدق والموضوعية والشفافية بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة.