الوكيل – يعتبر العمل البرلماني لدى الشعوب الحية عملا مقدسا كونه يلقي بظلاله على شؤون الحياة العامة بكل تفاصيلها ودقائقها، ولا نبالغ حيث نقول ان اية ضوضاء شغب او حتى مشاكسات تحدث في مجلس النواب انها تمثل حالة نضوج ديمقراطي بحت وايضا ربما نعتبرها حالة صحية ايضا خصوصا اذا كان المجلس يضم مختلف الاطياف السياسية او الايدولوجيات المتعددة، وهذا ما هو حاصل لدى مجلس النواب الاردني الذي يهتم ومنذ انتخابه بأدق تفاصيل ما يدرج على جدول الاعمال حيث ان الاردن يعيش الان وسط متغيرات اقليمية تستوجب ذلك الاهتمام صغر شأنه ام كبر.
ان بعض البلدان التي سبقتنا بعشرات السنين وربما اكثر في الممارسة الديمقراطية كانت المجالس النيابية فيها تضم الوان من الطيف السياسي سواء الثوري او القومي او ذات التوجه الاسلامي وهي بذلك لن تكون بعيدة عن المشاحنات لانها تمثل حالة قوته وحيويته وحرصه على مصالح الشعب والامة حيث ان كل منهم يحاول ان يعبر عن خطه السياسي بطريقته الخاصة، واي مجلس في العالم لا تحدث فيه المناكفات والمشاحنات هو مجلس اشبه ما يكون مجلسا لمدينة فاضلة اكتملت فيها كل اسباب الحياة وهذا مغايرا تماما لواقعنا الذي نعيشه في الاردن، وما يثلج الصدر ان الحالة الديمقراطية الاردنية وان كانت غضة العود بالمقارنة مع غيرها الا انها سجلت نجاحا حقيقيا في اذكاء الفكر المتقدم ونشر مبادئ العدالة وحرية الرأي بما يتناغم مع الوضع السياسي القائم دون اية معيقات او منغصات مما يعني وبلا ادنى شك انها ظاهرة صحية لدى العارفين بالسياسة او العمل الخدمي وتبعاتهما الثقيلة، ونزيد القول انها ظاهرة حضارية تجسد الوعي المتنامي ولا تعتبر ظاهرة الاساءة او التجريح او ربما التشهير احيانا مأخذا يؤخذ على ممثل الشعب وهي في اغلب الاحيان فردية تأتي في لحظات انفعال او سوء في التعبير، ولعل المراقبين يتباينون في آرائهم فمنهم من يراها بوجهة نظره المتجددة التي تراعي شؤون الوطن واحوال البلاد والعباد ومنهم من يراها ابراز للعضلات لدى البعض وربما يصل بهم الحد الى اتهامهم بأن تلك النشاطات تحت قبة البرلمان تستخدم كدعاية انتخابية لسنوات قادمة، والنائب الذي اتى الى هذا الموقع هل يعقل ان يكون قد جاء من فراغ فهو يحمل امانة الشعب وهو الذي زج بنفسه في هذا الموقع المقدس مندفعا بكل قوته وقد خبر الحياة واحوالها وعلم شؤون الناس وظروفهم وعلى كل الاحوال فأي خلاف هو خلاف على الوطن والخلاف بمجمله لا يفسد للود قضية