الوكيل – قال رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ان الأردن الذي تعرض عبر السنين الماضية لعمليات ارهابية ومحاولات جبانة استهدفت أمنه وكيانه ‘استطاع بفضل من الله وشجاعة قيادته وإرادة مواطنيه الصلبة الصمود بوجه الارهاب وإفشال مخططاته’.
وأكد النسور خلال افتتاحه الاجتماع السادس والثلاثين للمكتب الدائم لاتحاد الحقوقيين العرب بعمّان السبت، بحضور حقوقيين من مختلف الأقطار العربية، إن احتضان الأردن للاجتماع للمرة السابعة، يؤكد مكانته في تعزيز العمل القانوني المشترك لخدمة قضايا الأمة العربية وتطلعاتها نحو مستقبل أفضل.
ولفت الى ان الأردن استطاع ايضا تعظيم التعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب والفكر المتطرف أينما وجد، وتبنى سياسة رشيدة عاقلة تنتهج الحوار المتكافئ لنشر مفاهيم الاسلام السمحة ومحاور رسالة عمان التي جاءت نتاج افكار علماء يمثلون جميع المذاهب الاسلامية.
وقال ‘ان الخاسر الأكبر من هذه الموجة السوداء الغاشمة هو الاسلام الذي اصبحت صورته مقرونة بالوحشية وقتل الاطفال وحرق الاحياء وصلب المعارضين وتفجير المصانع وآبار البترول وهدم المساجد والكنائس’، مشددا ان الاسلام هو دين العدل والسلام والتسامح والمساواة والرحمة.
وأشار الى ان من نتائج ظاهرة الإرهاب والظلام الذي يحصل في امتنا العربية، تشتيت الانتباه عما يجري في فلسطين وما يتعرض له شعبها والمسجد الاقصى من انتهاكات، مؤكدا ان الامل معقود على وعي شعوبنا بالتكاتف لدحر هذه المؤامرة وعدم انجاحها.
ولفت النسور الى ان الأردن حرص خلال السنوات القليلة الماضية على تعزيز مسيرة الاصلاح الشامل التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني وفق ما تقتضيه متطلبات مرحلة التجديد الديمقراطي المنسجمة مع واقع الحال، مشيرا الى ان من ابرز هذه الاصلاحات واهمها التعديلات الدستورية التي تجاوزت 40 تعديلاً تمثل ثلث الدستور وحرص المشرع على تعزيز مبدأ الفصل بين السلطات واستقلال القضاء وانشاء محكمة دستورية وهيئة مستقلة للانتخاب.
وبين ان الأردن الذي تتماسك جبهة ابنائه الداخلية وتتلاحم وراء قيادته الحكيمة، ينتهج سياسة راشدة في التعامل مع ما يجري في الدول الشقيقة، ويسعى لرأب الصدع ما امكنه ذلك، مؤكدا ان الأردن دعا غير مرة الى حل الخلافات الداخلية التي نشبت في العديد من الدول العربية من خلال تحكيم العقل وإعمال مبدأ الحوار وصولا الى تفاهمات تصون وحدة هذه الدول وتحقن دماء ابنائها وتحد من التدخلات الخارجية في شؤونها.
واكد رئيس الوزراء ان اتحاد الحقوقيين العرب الذي يتمتع بصفة استشارية لدى الامم المتحدة وبصفة مراقب في مجلس حقوق الانسان الدولي مدعو لمواصلة سعيه لتعزيز العمل العربي المشترك في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها لتحقيق مصالح الامة، والتصدي للإرهاب، والمساهمة في إرساء مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية وتعزيز احترام سيادة القانون وحقوق الانسان.
من جهته، قال الأمين العام لاتحاد الحقوقيين العرب شبيب المالكي إن الاجتماع ينعقد في الاردن لمواقفه المشرفة في دعم العمل العربي المشترك، والدعوة إلى التسامح الديني ونبذ مختلف أشكال التطرف والارهاب.
وأشار إلى ان تأسيس اتحاد الحقوقيين العرب منذً 40 عاماً جاء استجابة لحاجة حشد طاقات الحقوقيين العرب على امتداد الوطن العربي، وتوظيف إمكانياتهم في الدفاع عن القضايا القومية المصيرية، موضحا ان أبرز إنجازات الاتحاد إقرار اتفاقية حقوق الإنسان في الوطن العربي التي تم اعتمادها من قبل جامعة الدول العربية ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف، إلى جانب ميثاق الشرف للحقوقيين العرب الذي أقر في عمان عام 1985.
ودعا المالكي الدول العربية لنبذ حالة الفرقة والخلاف، وتغليب المصلحة العربية العليا على المصالح القطرية الضعيفة، والاتفاق على موقف موحد يكون كفيلاً بإيقاف حالة التداعي والحفاظ على كرامة الأمة العربية وسيادتها.
بدوره، قال رئيس جمعية الحقوقيين الأردنيين القاضي باسم المبيضين إن الجمعية تدعم وتساند جهود وأهداف وغايات اتحاد الحقوقيين العرب، مؤكدا أهمية الدور الذي يقوم به الاتحاد في دعم وتعزيز استقلال القضاء ونزاهته، وضرورة تكاتف الجهود لتوحيد التشريعات العربية والتواصل مع المنظمات الدولية وتشجيع الدول العربية على توقيع المعاهدات والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.( بترا )