صنعاء – لا تزال مريم تباشر عملها كل صباح، في متجر صغير لبيع البخور والعطور في بأحد الأسواق الكبيرة وسط العاصمة اليمنية صنعاء، على أمل أن تحسم "عاصفة الحزم" الوضع سريعاً.
مريم، تنتمي إلى محافظة حضرموت، شرقي البلاد، لكنها تعيش منذ سنوات في صنعاء، وهي لا تفكر بالنزوح إلى أي مكان آخر، رغم أن القلق بادٍ على محياها من انهيار الوضع الأمني يوماً بعد آخر.
تقول مريم لوكالة الأناضول إن مبيعات محلها الصغير "تضاءلت حتى وصلت إلى الصفر"، لكنها ما تزال تأمل أن "تستعيد المدينة عافيتها سريعاً، وأن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الخميس الماضي"، بدء إعلان قوات التحالف بقيادة السعودية عمليات "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين وحلفائهم.
ولا تزال عمليات النزوح التي ترصدها وكالة "الأناضول" بصنعاء محدودة، وتقتصر على القاطنين بالقرب من المعسكرات أو المناطق التي يسيطر عليها مسلحو الحوثي، وتتعرض بين الفينة والأخرى للقصف الجوي من طائرات التحالف.
وبالرغم من أن غالبية سكان العاصمة صنعاء ينتمون إلى محافظات خارج العاصمة، إلا أن حركة النزوح ضئيلة جداً، مقارنة بما تتعرض له المدينة من ضربات جوية، خصوصاً في أوقات المساء، نتيجة أن المعسكرات تُحيط بها من كل الجهات.
ويرى رياض الأحمدي، صحفي، أن "السبب وراء محدودية نزوح المواطنين من صنعاء هو قلة الأهداف وسط العاصمة، حيث لم تستهدف أحياء باستثناء الضربة التي استهدفت جوار المطار وراح فيها نحو 24 مدنياً" (قالت قوات التحالف إن غاراتها موجهة بدقة ولا تستهدف مدنيين).
وقال في حديث مع "الأناضول"، إن "لدى الناس تصوّرا بأن الضربات ستنتهي سريعاً لأنه لا أهداف كثيرة لها، وقد دمرت كل ما يمكن تدميره من معسكرات الجيش، وإذا كانت هناك معركة برية فقد يختلف الأمر كثيراً، وسنشهد عمليات نزوح غالبية السكان من المدينة".
ولليوم الخامس على التوالي، يشنُّ طيران "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية غاراته على مواقع عسكرية يُسيطر عليها الحوثيون غالبيتها في صنعاء، فيما تشهد المدينة حركة نزوح محدودة لسكان يقطنون قرب المطار والمعسكرات وتمركزات الحوثيين، خشية تجدد القصف الجوي.
وتشارك في عملية "عاصفة الحزم" 5 دول خليجية، هي السعودية، البحرين، قطر، الكويت، والإمارات، إلى جانب مصر والمغرب والسودان والأردن، استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية".
فيما أبدت باكستان استعدادها للمشاركة، وأعلنت الولايات المتحدة عن استعدادها لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي.