تخطى إلى المحتوى

اليمن الحوثيون يرتكبون مجزرة بحق وسائل الإعلام

اليمن.. الحوثيون يرتكبون مجزرة بحق وسائل الإعلام
خليجية

كرر الحوثيون، السياسة القمعية التي كان يتخذها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إبان حكمه لليمن، في حق الوسائل الإعلامية المناوئة والمعارضة لسياساته، حيث كان يقوم بمنع صدور عدد من الصحف الأهلية والحزبية وحجب المواقع الإلكترونية وإيقاف القنوات التلفزيونية عبر اقتحام مقراتها وملاحقة صحافييها.
وعاود المشهد نفسه مرةً أخرى في ظل سيطرة الحوثيين للعاصمة صنعاء وإحكام قبضتها على مقاليد الحكم عبر انقلاب عسكري بغطاء قبلي على الشرعية الدستورية للرئيس هادي منذ الـ21 من سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، حيث قامت منذ ذلك الوقت بإرهاب وملاحقة الصحفيين المناوئين لهم واختطافهم وممارسة جميع صُنوف وسائل التعذيب بحقهم.
وَصَلَ تعدّي الحوثيين إلى اقتحام مقرات الإعلام الرسمي بقنواته وإذاعاته وصحفه ومواقعه الإلكترونية، وبثّ عبرها كل ما يخدم الجماعة لتضليل الرأي العام وتغييب الحقائق عن كل ما يحاك خلف الجدران خدمة لاستكمال أركان انقلابها، وتقويض المرحلة الانتقالية التي يمر بها الوطن.
وبعد اتخاذ التحالف العربي بدء تنفيذ عاصفة الحزم على الحوثيين، الخميس 26 مارس/ آذار الماضي، تزامن معها اقتحام الجماعة لعدد من مقرات القنوات المحليّة بما في ذلك اقتحام مكتب قناة الجزيرة المتواجد في صنعاء، وكذا مكاتب الصحف الحزبية والأهلية ونهب واتلاف ومصادرة الأدوات والأجهزة التي تحتويها تلك المكاتب واحتجاز العاملين فيها، وحجب المواقع ومحركات البحث الإخبارية.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة "14 أكتوبر" الرسمية للصحافة والنشر عبد الرقيب الهدياني: "الحوثيون جماعه إقصائية لا تؤمن بالأخر كما انها جماعه مسلحه تمارس العنف وتخوض حرب توسعيه وهناك ضحايا واعمال قتل وانتهاكات جسيمه تقترفها الميليشيا التابعة للجماعة"

 وأضاف: "فبالتالي هم لا يريدون شهوداً قد يوثقوا هذه الجرائم فيسعون لتكميم كل الافواه ووسائل الاعلام المعارضة لمنهجهم".
وأشار الهدياني في تصريح لـ"إرم" إلى: "الحوثيون مخطئون في حساباتهم لان الصورة تصل الى كل العالم والممارسات يتم توثيقها بدقه بسبب التكنلوجيا الكاسحة ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة التي جعلت من كل أبناء الشعب مراسلين صحفيين من خلال نشر الصور ومقاطع الفيديو للأحداث التي يجرم بها الحوثيون على أرض الواقع".
و يرى رئيس تحرير موقع "عدن أون لاين" الإخباري خالد الشودري أن ما تقوم به جماعة الحوثي من تعديات مستمرة في حق الإعلام والإعلاميين وتكميم الأفواه وممارسة قمع الحريات ما هو إلا تكرار لممارسات صالح القمعيّة.
وقال الشودري في حديث خاص لـ"إرم": "إن تلك الممارسات التي قام بها صالح في قمعه للحريات ومحاربة كل من يعارضه أحد أبرز الأسباب التي أدت لاندلاع ثورة فبراير عام 2024م، والتي خلعته من كرسي الحكم، كون الشعب ضاق بممارساته ذرعاً".
وأفاد الشودري: "وما تقوم به الجماعة من تكرار للممارسات القمعيّة جعلت منها جماعة منبوذة من جميع فئات الشعب وستكون نهايتها وخيمة وربما أفظع من نهاية صالح".
وقال الصحافي صلاح سيف: "ماذا نتوقع من مليشيات مسلحة طائفية نزقة  لا تجيد غير لغة السلاح ولا تؤمن بالنظام والقانون والديمقراطية وحرية الصحافة"، مضيفاً: "ويعد قرار حجب المواقع الإلكترونية والصحف والقنوات الفضائية المخالفة لتوجهاتها الإقصائية الذي نفذته مليشيات الحوثي في اليمن استمرار لمسلسل الإقصاء وإسكات كل الأصوات المعارضة لإجراءاتها القمعية وإلغائها لكل مؤسسات الدولة التي قوضتها تلك المليشيات من أجل تعميم فكرها ونهجها الأحادي والمتطرف الذي يقدس سلطة الفرد".
وأردف سيف لـ"إرم" قائلاً: "وتسعى مليشيات الحوثي من خلال هذا الإجراء إعادة اليمن إلى عهد ما قبل الدولة والجمهورية التي كانت تعيشه اليمن قبل ثورة 26سبتمبر/ أيلول عام 1962م من القرن الماضي وبالتالي نسف كل ما حققه الشعب اليمني  من مكاسب سياسية وحقوقية خلال الخمسين عام الماضية".
واختتم سيف حديثه قائلاً: "لكن مثل هذا الإجراء الإقصائي والذي يريد أن يسكت الرأي المخالف ويصادر حقوق الناس في التعبير عن أراهم وأفكارهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية ومعتقداتهم الدينية لن يكتب له النجاح فالشعب اليمني سيقاوم هذه الاجراءات وسوف ينتزع كافة حقوقه وأهمها حق التعبير عن الرأي".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.