تخطى إلى المحتوى

انخفاض النفط يشقلب أسعار السلع الأخرى

  • بواسطة
انخفاض النفط يشقلب أسعار السلع الأخرى
خليجية كتب أولي سلوث هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك تحليلاً عن أسواق السلع قال فيه:

لا يزال هدوء نهاية العام يخفي في طياته تقلباً مفرطاً مزق العديد من الأسواق المالية خلال الأسبوع الماضي، حيث هبطت أسعار النفط مجدداً إلى أدنى أسعارها في خمس سنوات مما يفرض المزيد من الضغط على عملات البترول مثل الروبل الروسي والكورونا النرويجية (التي شهدت تذبذباً كبيراً).

استوت الأمور مع نهاية الأسبوع-لا سيما بسبب استقرار أسعار النفط-واستأنف الدولار جراء ذلك انتعاشه مقابل معظم العملات، بينما استعادت بعض أسواق الأسهم الرئيسية انتعاشات نهاية السنة الخاصة بها.

وساهمت تلك الأحداث في تقديم القليل من المساعدة للسلع التي هبطت إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات، في حين وصل مؤشر بلومبيرغ للسلع، والذي يتابع أداء 22 من السلع الرئيسية، إلى أقل من %6 فوق سعره المنخفض في شهر مارس من عام 2024 (عندما عان العديد من الاقتصادات من الركود ووصل الطلب إلى حافة الهاوية على أعقاب الأزمة المالية في عام 2024).

تمثل الأزمة الحالية في روسيا والتي آلت إليها جراء فرض العقوبات وانهيار سعر النفط سبباً آخر لاعتلاء القمح قمة الجدول هذا الأسبوع، حيث فرضت روسيا رداً على العقوبات الغربية حظراً على واردات العديد من المواد الغذائية من المزودين الغربيين، مما أدى بالإضافة إلى انهيار الروبل المستمر إلى وصول التضخم في أسعار المواد الغذائية إلى نسبة %12.6 في شهر نوفمبر.

القيود الروسية

ارتفع القمح المسعر بالروبل بنسبة %40 منذ يوليو وسعياً للحفاظ على الموارد ضمن البلاد، تحاول الحكومة في هذه الأثناء إيقاف تدفق الصادرات مما دعم الارتفاع القوي في الأسعار العالمية خلال الأسبوعين الماضيين.

وبحسب منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن مخزونات الحبوب العالمية قد ترتفع إلى أعلى مستوياتها في 15 سنة مع نهاية الموسم الحالي، وعلى الرغم من أن حظر الصادرات سيخلق تحديات لوجستية بالنسبة للمشترين على المدى القصير، فإننا لم نر تأثيراً في المدى الطويل على أسعار القمح.

وفي الواقع، بدأ القمح الاميركي قبل أن يلفظ الأسبوع أنفاسه الأخيرة في الهبوط بعد وصوله إلى معدله في سبعة أشهر، على خلفية المخاوف المتعلقة بالأسعار المرتفعة جداً وارتفاع الدولار، اللذين قد يؤديان إلى تسعير القمح الاميركي خارج سوق التصدير.

قد يشهد الكاكاو نقصاً

لقي الكاكاو (الذي تم ضمه إلى التوقعات المثيرة للجدل في العام القادم) دعماً من تقرير يفيد بأن الطلب العالمي على الكاكاو في عام2020 قد يتجاوز العرض لأول مرة في سنوات عديدة.

حيث من الممكن أن تفشل توريدات الكاكاو من غرب افريقيا- أكبر منطقة لإنتاج الكاكاو على مستوى العالم- في مواكبة الارتفاع المستمر في الطلب الذي تلعب البلدان الناشئة دوراً فيه (على الرغم من أن معدل استهلاك الفرد فيها يشكل فتاتاً مقارنة بالعديد من الدول المتقدمة).

ربما يدل الاختراق مجدداً فوق 3005 دولارات اميركية للطن على العقود المستقبلية الخاصة بشهر مارس والمتداولة في نيويورك على عودة باتجاه الارتفاعات التي شهدناها في وقت مبكر من هذا العام.

النفط الخام يستقر

بعد وصولهما إلى أدنى مستوياته في خمس سنوات، أمضى كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط بقية الأسبوع تداولهما ضمن هامش مجال الخمسة دولارات.

من المبكر القول ما إذا كانت هذه أولى العلامات على قاعدة أساسية محتملة في السوق، مع الأخذ بالاعتبار النظرة المستقبلية الخاصة باستمرار الارتفاع في فائض العرض خلال النصف الأول من2020.

وبعد قطع كل تلك المسافة بالاتجاه الهبوطي، يمكن أن ينتعش النفط الخام الآن لأكثر من %20 مع اعتبار الحركة على أنها تصحيح ضمن الميل الهبوطي الإجمالي لا أكثر ولا أقل.

تحمل انخفاض الأسعار

شهدنا خلال الشهر الماضي قيام صناديق التحوط بزيادة مواقفها طويلة الأجل في سوق العقود المستقبلية بنسبة %2، بينما أشارت تقارير بلومبيرغ بأن أكبر 4 منتجات متداولة في البورصة الاميركية قد شهدت تدفقاً داخلياً لأموال المستثمرين خلال الأشهر الثلاثة الماضية (في غضون الوقت الذي هبط فيه السعر بأكثر من %40).

ويبدو الوصول إلى القاعدة الأساسية في الوقت الذي يهبط فيه السعر بسرعة متزايدة كما حصل خلال الأشهر الماضية عملية صعبة، ولكن من الواضح أن عدداً متزايداً من كل من المهنيين والمستثمرين في قطاع التجزئة ينخرطون في هذا على المدى الطويل، حيث يرتبط هذا الاستثمار بالتوقعات الخاصة بأن النفط الرخيص لم يصبح سمة دائمة في الاقتصاد العالمي، وبالتالي فإن الأسعار ستجد قاعدة ترتكز عليها حتى نرى انتعاشاً قوياً.

بالنظر إلى الجداول البيانية على المدى الطويل، نجد دعم خط الميل من الانخفاضات التي حصلت في شهر ديسمبر 1998، وهذا يعطي خام غرب تكساس الوسيط في الوقت الحالي هدفاً عند 49 دولارا اميركيا للبرميل (مقارنة بسعره الحالي عند 55 دولارا اميركيا للبرميل) وهدف خام برنت عند 52.40 دولارا اميركيا للبرميل (مقارنة بسعر 60 دولارا اميركيا للبرميل)

لا تزال هذه المستويات أكثر بما نسبته %10 من الأسعار الحالية، ولكن ومع وصولنا إلى هذه المرحلة، يجب أن نشهد زيادة مشاركة المستثمرين الذين يبحثون عن هذه المستويات ليجدوا أرضية في السوق.

متداولو الذهب

خسر الذهب، وعلى وجه الخصوص الفضة، بعض أرباحهما الحالية خلال هذا الأسبوع بعدما تحول الاهتمام من بيع الملاذ الآمن المتعلق بروسيا إلى المحفزات السلبية مثل مواصلة الأسهم وانتعاش الدولار (بالإضافة إلى أسعار النفط المنخفضة بالطبع).

أماط اجتماع لجنة السوق الفدرالية المفتوحة اللثام عن تغير في الصياغة تزامناً مع تغيير البنك المركزي الاميركي عبارة «مقدار كبير من الوقت» (قبل أول ارتفاع في المعدلات الاميركية) إلى «التحلي بالصبر»، مما ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه للعديد من الارتفاعات في المعدلات في عام2020.

اتخذ البائعون زمام المبادرة ودفعوا بسعر الذهب إلى أدنى مستوياته هذا الأسبوع ولكنهم فشلوا خلال العملية في إيجاد محافظ خاصة بمحطات رئيسية لتوقف البيع وبشكل عام، بدأت حركة الأسعار أقوى مما توقعه معظم الناس نظراً لأن التركيز على ارتفاع الأسهم والدولار بالإضافة إلى هبوط أسعار النفط.

وبالنظر قليلاً إلى العام المنصرم، نجد أن 2024 كانت دون أدنى شك سنة الاندماج، حيث شهدنا تداولاً يقترب من المستوى الذي كنا نقف عنده في الوقت نفسه من السنة الماضية.

تسببت المخاوف الجيوسياسية التي تتعلق بشبه جزيرة القرم ومسلحي داعش في منح المعدن الأصفر نصفاً أولاً جيداً بينما شكل ارتفاع الدولار في النصف الثاني أكبر المحفزات السلبية وبقيت النظرة المستقبلية بالنسبة للدولار في عام2020 متصاعدة وعلى الرغم من رؤيتنا لتوقف الارتباط خلال الشهر الماضي، سيستمر هذا في فرض المزيد من الرياح العكسية المتوقعة خاصة خلال بداية العام.

سيفكر المتداولون خلال الأيام المقبلة أكثر حيال تقليل الانكشاف بدلاً من ترقب ما سيحدث في الثاني من يناير وبناء على هذا الأساس ربما نشهد استمرار طبيعة النطاق الحالي حتى نهاية العام.

من المقدر للأزمة التي تشهدها أسواق خام النفط أن تستمر في عام2020 لكنها من المحتمل أن تشهد مجالاً للصعود على المدى القصير مع عودة السعر من ظروف ذروة البيع القاسية وربما يضيف هذا بعض الدعم على المدى القصير ولكننا نتوقع أن يستمر المعدن الأصفر في معدل تداول من 1185 إلى 1225 دولارا اميركيا للأونصة.

ولا يزال انحراف الخيار يسلط الضوء على الطلب المتزايد من أجل الحماية في الاتجاه الهبوطي مع تجاوز تكلفة العقود الآجلة بخيار البيع والتي لا تنطوي على قيمة ذاتية العقود الآجلة بخيار الشراء التي تنطوي على سعر ممارسة يفوق سعر الأصل الأساسي بنسبة %4.

يجب علينا الانتظار إلى شهر يناير لنرى فيما إذا كان هذا الفرق مبرراً أم لا.

يمكن ملاحظة القوة النسبية الحالية في الذهب مقابل الفضة، حيث ارتفع المعدل إلى 75 (أونصات الفضة مقابل أونصة من الذهب) مما كانت عليه الأسبوع الماضي عند 72 وخاصة مقابل البلاتينيوم (والذي ضرب بالتوقعات عرض الحائط بادائه الضعيف جداً في2020).

إن امتزاج إطلاق منتجين جديدين متداولين في البورصة من البلاتينيوم وإضراب المناجم الكبير في جنوب افريقيا في بداية العام أدى إلى انتعاش قوي خلال الربع الأول.

إلا أن هذين الحدثين فشلا في سحب المزيد من المخزون من السوق بأكثر مما تستطيع المخزونات الأرضية التعامل معه وبالتالي بدأ المعدن في الهبوط منضماً بذلك إلى بقية القطاع منذ يوليو.

وكنتيجة لذلك، شهدنا تضاؤل الفرق بين المعادن البيضاء والمعدن الأصفر ولأول مرة في عشرين شهرا نرى تداول الذهب مرة أخرى بالسعر الأصلي مع البلاتينيوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.