أكد مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، أن الوضع في العراق لا يمكن أن يستمر بالصيغة الحالية، مشيرًا إلى أن حكومة نوري المالكي لم تطلب منهم مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، إلا أنه تمسك بالدفاع عن كردستان ضد أي معتدٍ. "برزاني" تمسك، خلال حوار مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، بأن العراق لم يعد على حاله، وأن الدولة تشهد "عراقًا جديدًا عن الذي كنا نعرفه من قبل عشرة أيام أو أسبوعين مضيا"، مشيرًا إلى أن الدولة تعاني "انهيارًا واضحًا والحكومة المركزية فقدت سيطرتها على كل شيء." وأضاف: "لم نتسبب في انهيار العراق، بل غيرنا كان السبب، ولا يمكننا أن نظل رهائن للمجهول.. آن الأوان لكي يحدد الأكراد هويتهم ورسمهم لمستقبلهم." وأضاف: "الأحداث الأخيرة في العراق أكدت أن الشعب الكردي عليه أن يغتنم الفرصة الآن، وأن على أبناء الشعب الكردي أن يحددوا مستقبلهم"، مشيرًا إلى أنه يمكن تحقيق مصالحة في الدولة، مشترطًا "وجود تفاهم بين الشيعة والسنة، وإن كان هنالك ضمان لشراكة حقيقية في السلطة، وقال: "لكن الوضع معقد للغاية، والمسؤول عما حدث يجب عليه التنحي". وعند سؤاله إن كان المالكي المقصود بذلك أجاب: "بالطبع، فهو القائد العام للجيش، وقد بنى لنفسه جيشًا من أنصاره شخصيًا، وليس من أنصار الدولة، وقد تلاعب بالسلطة والقوة، وقاد الجيش، وهذه كانت النتيجة." وأجاب برزاني بالنفي عند سؤاله فيما لو طالب المالكي، قوات الجيش الكردي، أو البشمركة، بالقتال إلى جانب الجيش العراقي، قائلاً إن "رئيس الوزراء لم يطلب منا القتال، بل على العكس عارض أي طلب لتقديم المساعدة." وشدد على أنه حذر الحكومة العراقية من التهديد الذي فرضته الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، قبل أشهر من فرض التنظيم سيطرته على مدينة الموصل، التي تعتبر ثاني أكبر مدن الدولة، وأضاف برزاني بأن لديه شهوداً على تحذيره له. كما أشار برزاني إلى أن كل ما يحدث لم يقع بسبب تنظيم "داعش" وحده، بل إنه استغل استياء الشعب العراقي من المالكي، مؤكدًا "ضرورة التفرقة بين الحقوق المشروعة وبين ما يحاول الإرهابيون تحقيقه." وظل "الاستقلال" حلمًا يراود الأكراد دائمًا، ورغم أن إقليم كردستان تمتع بحكم ذاتي على مدى عقدين من الزمن، إلا أنهم لم يشيروا إلى رغبتهم بتحقيق ذلك الحلم بالاستقلال.
برزاني: عراق جديد يتشكل.. وعلى المالكي "التنحي"