يبدو أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الإعلان عن مبادرة عربية تقودها مصر لتسوية الأزمة السورية، وتكوين تكتل إقليمي ودولي عسكري لمواجهة الإرهاب المتمثل في "داعش"، على أن يسبق ذلك خروج رأس النظام في دمشق من السلطة. وقالت مصادر لـ"الوطن" الأربعاء (27 أغسطس 2024) أنه مـن المقرر أن تمرر المبادرة إلى الجامعة العربية، كخطـوة تمهد لإقـناع المجتمع الدولي بها، إلا أنها أبدت قلقها من اصطدام المشروع العربي الإقليمي بمشروع إيراني يتبنى فكرة مرحلة انتقالية برئاسة بشار الأسد. وألمحت إلى النشاط الملحوظ للدبلوماسية الإيرانية مؤخرا بهدف بحث المشروع الانتقالي، وأن زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لجدة، الاثنين (25 أغسطس 2024)، كانت في هذا الإطار، على حد قول المصادر. وعن دور مصر في المبادرة، ذكرت المصادر: "القاهرة تبنت حلحلة الأزمة على الأراضي السورية انطلاقا من حرصها على تجنيب البلاد خطر التقسيم"، مؤكدة أن السيسي طرح المبادرة على الروس خلال زيارته الأخيرة لموسكو. مصادر أخرى أشارت إلى أن موفدًا للأسد التقى في باريس العميد المنشق عن النظام مناف طلاس، وعرض عليه منصبًا رفيعًا، مقابل الرجوع عن انشقاقه، لكن الأخير رفض بشكل قاطع، مضيفة أن طلاس يتهيأ حاليا لدور عسكري مهم خلال الفترة المقبلة. واحتضنت جدة منذ ثلاثة أيام اجتماعًا لوزراء خارجية خمس دول عربية منضوية في النواة الصلبة لـ"مجموعة أصدقاء سورية"، لبحث سبل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وتنامي تهديد تنظيم (داعش) للأمن الإقليمي، وذلك بمبادرة سعودية.
بمبادرة مصرية.. تكتل عربي لحصار "داعش" وإقصاء "الأسد"