تخطى إلى المحتوى

بُعد مكان الدراسة، والحسد أثرا عليّ، أرجو مساعدتكم

بُعد مكان الدراسة، والحسد أثرا عليّ، أرجو مساعدتكم
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أدعو لكم بدوام التوفيق والصحة، ورضى الله سبحانه وتعالى بما تساعدون به الناس، فقد أرسلت لكم استشارة من قبل، وأحسنتم الإجابة، وأرحتم نفسي، فشكراً لكم، وجزاكم الله خيرًا.

سؤالي الآن متعلق بدراستي: حيث إنني كنت أدرس في مدينة أخرى بعيدة جدًا عن مدينتي وعن مكان عائلتي، وقالوا لي قبل بدء الدراسة: إنه يمكن التحويل إلى مدينتي بعد الحصول على تقدير مرتفع، ولله الحمد حصلت على التقدير المطلوب، وعندما ذهبت للتحويل قالوا: إنه لن ينفع التحويل، وإذا كان لا بد من التحويل فيجب أن تعيد السنة الأولى مرة أخرى، وهذا أدى بي إلى حزن كبير، حيث إنني لم أخطط لكل هذا في حياتي، وأن أبعد عن أهلي،

ماذا أفعل؟ هل أضحي بسنة من عمري؛ لأصبح بجوار أهلي، أم أكمل في المدينة الأخرى حتى لا أضيع سنة من حياتي؟ أنا لم أخطط لهذا البعد، وهذه الأشياء في حياتي.

السؤال الثاني: أنا في كلية لغة، -ولله الحمد والشكر- مستواي جيد في اللغة، ولكن لا أستطيع أن أفصح عن هذا في الجامعة، وفي المدينة الجامعية، حيث إن مستواي أفضل من معظم الطلاب وليس كلهم؛ لأنه يوجد بنت مستواها مثلي بل أحسن.

المشكلة هي أنني أخشى الحسد والحقد من الباقين إذا استعرضت لغتي، والحسد مذكور في القرآن الكريم، وهذا يجعلني لا أشارك الدكاترة، ولا أعيش هذا الجو، ماذا أفعل؟ أريد أن أعيش حياة طبيعية وبحُرّية، وأخشى الحسد والحقد، حيث إنني رأيت أشخاصاً كانوا رائعين في شتى المجالات، وبقليل من الحسد أصبحوا في تدهور، وفي خبر كان.

السؤال الأخير: أنا كثيراً ما أتخيل حياتي مزهرة، وناجحة، ولكن سرعان ما يهيمن عليّ الإحباط، وأقول لنفسي: لن تكون في هذه الحياة, هناك الكثير أحسن منك، ولن تكون الأول في هذا المجال، فأصاب بحالة اكتئاب.

شكراً لكم على مساعدتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك التوفيق في دراستك.

أولاً: نقول لك: الحمد لله على تفوقك، وحبك لدراستك وتخصصك، ونسأل الله تعالى أن يجعلك من المتفوقين دائماً.

بالنسبة لموضوع التحويل من مكان لآخر: قد تحكمه عدة عوامل، منها: سمعة الجامعة التي تدرس بها، وما تتمتع به من نظم أكاديمية، وهيئة تدريسية، بالإضافة إلى طبيعة السكن، وما فيه من وسائل تساعد على التحصيل الأكاديمي، وكذلك موضوع التكلفة المادية، وما إلى ذلك من الأمور التي يمكن أن تشجع على البقاء في مكانك، أو التحويل إلى مكان أهلك.

وأيضاً ينبغي حساب السلبيات والخسائر المترتبة على التحويل أو عدمه، فنقول لك: ادرس هذه المتغيرات بدقة، واستخر الله تعالى فإنه سيرشدك إلى ما فيه الخير -إن شاء الله-.

ثانياً: نقول لك: إن التنافس أحياناً يكون محموداً، وأحياناً يكون مبغوضاً، فيكون محموداً إذا كان شريفاً لم يصحبه حسد، أو غيرة مرضية، ويكون مبغوضاً إذا كان عكس ذلك، وصحبه شعور بالعجز.

واعلم -أخي الكريم- أن الله سبحانه وتعالى قسم الأرزاق، وفضل بعضنا على بعض في الرزق لحكمة يعلمها هو، وهو أعلم بأنفسنا، فالواجب علينا أن نقنع بما قسمه الله لنا من النعم، وأن نجتهد ونتطلع إلى ما هو أفضل دون التأثر بما يملكه الآخرون، وبهذا يرتاح القلب وتطمئن النفس، فإذا أحببنا الخير للآخرين كما نحبه لأنفسنا نكون قد حققنا شرط الإيمان كما في الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري ومسلم.

فحب الخير للآخرين ومساعدتهم في الدراسة، بل وإعطاؤهم ما عندنا من معارف ومعلومات، يكون سبباً في تفوقنا؛ لأن العلم ينمو بالإنفاق، ويزداد ويكثر، فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، فحسبنا إذا كان المكافئ هو رب العالمين، وحسبنا إذا كان المعطي هو رب العالمين؛ لأن ما عنده لن ينفد، وخزائنه مليئة بكل ما نحتاجه، وهو العدل لا يظلم أحداً.

فلا تقارن نفسك -أخي الكريم- بالآخرين في أمور الدنيا، ولا تنزعج بما يملكونه من قدرات وإمكانيات، فهذه وهبها الله لهم وهو القادر على أن يهبك أكثر وأفضل، فالطلب يطلب منه لا من الآخرين، ينبغي عليك أن تقارن نفسك بالآخرين في أمور الدين، فهذه هي المنافسة المحمودة كما قال الله تعالى: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، ولتكن نيتك هي تعلم العلم، وليس التباهي والافتخار بما تملكه من مهارات وإمكانيات، والأفضل أن تظهر مهاراتك وقت الحاجة إليها، وليس بدافع الاستعراض.

فركز -أخي الكريم- على ما عندك من قدرات وإمكانيات، وحاول تفجيرها واستخدامها بالطريقة المثلى، وليكن همك هو نجاحك وتفوقك لنفسك ولمستقبلك لا للآخرين، وما قسمه الله لك من خير سيأتيك، وتمنَّ الخير للآخرين يأتيك -إن شاء الله- مضاعفا.

ونوصيك في الختام بالمداومة على الصلوات وتلاوة القرءان؛ لأنه شفاء لما في الصدور، وحصن لك من كل شر.

حفظك الله من كل شر.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.