تعتبر مشاكل الجهاز الهضمي من الأمراض الأكثر شيوعاً في عصرنا هذا. والجهاز الهضمي من أهم الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان، فمن خلاله يمكن الإستفادة من العناصر الغذائية الموجودة في الطعام.
يتعرض هذا الأخير للكثير من المشاكل التي ينتج معظمها من سوء تناول الطعام ونمط الحياة مثل متلازمة القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي ومرض الاضطرابات الهضمية والإمساك والإسهال وعسر
الهضم والحرقة. وتكمن الوقاية من الإصابة بمثل هذه المشاكل من خلال إتّباع نظام غذائي متوازن يحتوي على المواد المضادة للإلتهابات بالإضافة إلى
تحسين أسلوب حياتنا اليومية.
تعتبر المياه النظيفة من العناصر الضرورية للمحافظة على صحة
عملية الهضم. يقوم معظم الأشخاص اليوم بشرب المياه التي تحتوي على نسبة عالية من الكلور والمواد المطهرة وغيرها من السموم البيئية المضرة بالجهاز الهضمي. في المقابل، ينصح بإستهلاك مياه الينابيع الطبيعية لأنها غالباً ما تحتوي على بعض أنواع البكتيريا الصحية أو المياه المصفاة عن طريق جهاز الفلترة الأسموزي. ومن الضروري أيضاً إضافة عصير الحامض الطازج أو خل التفاح إلى ماء الشرب من وقت إلى آخر لزيادة المواد المضادة للأكسدة والأحماض العضوية والانزيمات.
من جهة أخرى، تساعد الأطعمة المضادة للإلتهابات في الحد من الإلتهابات المزمنة في الجسم وعلاج مشاكل المعدة. وتشمل هذه الأطعمة منتجات جوز الهند والأفوكادو وزيت الزيتون والتوت والخضروات الغنية بالألياف والفيتامينات، بالإضافة إلى اللحوم الصحية مثل لحم الأبقار التي تتغذى من الحشائش والحيوانات البرية وسمك السلمون البري والدواجن العضوية والبيض العضوي. كما يساعد استخدام خل التفاح أو عصير الحامض الطازج الجسم في هضم البروتينات الثقيلة.
أمّا الأطعمة المخمّرة أو المكبوسة طبيعياً فهي مصدر
طبيعي للبكتيريا المفيدة التي تساعد في تنظيم الغذاء ومحاربة البكتيريا الضارة وبالتالي تعزيز
عملية الهضم بشكل طبيعي. هناك عدة أنواع من الأطعمة المخمّرة ومنها مخللات الملفوف والخيار والكرنب وماء جوز الهند والكيمتشي الكوري، بالإضافة إلى منتجات الألبان المخمرة المستخرجة من الأبقار أو الماعز التي تتغذى من الحشائش. كما ينصح في معظم الأحيان بإستخدام ملحق البروبيوتيك.
ويعتبر بروتين مصل اللبن (Whey Protein) المستخرج من الأبقار التي تتغذى من الحشائش من أفضل أنواع البروتينات على الإطلاق، فهو يحتوي على كمية كبيرة من الأحماض الأمينية التي تساعد في إعادة بناء جدارن الجهاز الهضمي وتخفيف الإلتهابات في الجسم. ويتميّز هذا البروتين بقيمته البيولوجية العالية وغناه بالجلوتامين المهم للحفاظ على الكتلة العضلية بالإضافة إلى الفيتامينات المتنوعة.
كما ينصح بإستخدام الأعشاب القوية مثل الزعفران والثوم والبصل والريحان والزعتر البري وغيرها قدر الإمكان من أجل
تحسين مناعة الجسم.
وتحفزّ الأعشاب الطاردة للغازات عمل جهاز الهضمي بطريقة صحية وتخفّف من مشاكل إنتفاخ البطن. وتحتوي هذه الأعشاب الطبيعية على نسبة عالية من الزيوت الطيارة التي أثبتت فعاليتها في طرد الغازات ومنع تشكّلها بالإضافة إلى تخفيف آلام المغص في المعدة. ومن أهم هذه الأعشاب:
• أوراق الشومر: يعتبر الشومر أو الشمر من العلاجات المنزلية التي تساعد في تخفيف الغازات والإنتفاخ. يكفي نقع خمس غرامات من أوراق الشومر المجففة في كوب من الماء الساخن وشرب كوبين من هذا المزيج يومياً قبل تناول وجبات الطعام.
• اليانسون: تستخدم عشبة اليانسون في معالجة مشاكل الانتفاخ كما أنها تحتوي على خصائص طاردة للغازات. يكفي نقع ملعقة صغيرة من حبوب اليانسون المجففة في كوب من الماء الساخن وشرب كوبين من هذا المزيج العشبي يومياً لتخفيف آلام المعدة وانتفاخ البطن.
•
مزيج الأعشاب المختلطة: يمكن خلط أوراق الشومر والكمون والكزبرة واليانسون مع بعضها البعض كعلاج
طبيعي لتخفيف الغازات وانتفاخ المعدة. يكفي نقع ملعقة صغيرة من هذا الخليط العشبي في كوب من الماء الساخن وشربه كعلاج لمشاكل الجهاز الهضمي.
أضف إلى ذلك القرفة والزنجبيل والعرعر والقرنفل والكراوية والشبت والنعناع والزعتر وعرق السوس التي غالباً ما يضاف اليها نبتة الألوة (الصبار) وهي عشبة مسهلة تساعد في عملية الخروج المعوية وتستخدم للتخفيف من حدة الإمساك.
وتشمل الأطعمة المسببة لحساسية المعدة التي يجب تجنّبها جميع الأغذية المصنّعة والمحلّيات الاصطناعية والمواد الحافظة بالإضافة إلى المنتجات الغذائية التي تحتوي على مادة الغلوتين. كما يجب تفادي فول الصويا والفول السوداني ومشتقات الحليب المبسترة والبيض وغيرها من البروتينات الثقيلة. أضف إلى ذلك بعض أنواع الخضار مثل الباذنجان والبطاطا والبندورة.
منقول