هل فكرت من قبل أن ما كان يمكن شراؤه قبل سنة من الآن ، أصبح صعباً شراؤه حالياً ،
مع أن الدخل الشهري لم يتغير؟
هذا مايعرف بالقوة الشرائية او القدرة الشرائية فحين ترتفع القوة الشرائية للعملة الوطنية يدل هذا على
اقتصاد منتعش ، أما في حال انخفاضها هذا يعني أن هناك أزمة اقتصادية في البلاد .
تعود هذه النظرية إلى القرن السادس عشر ميلادي ، و تم تطويرها في العصر الحديث على يد البرفسور
" Gustav Cassel " في جامعة استوكهولم عام 1918 م .
ويستند هذا المفهوم على " قانون السعر الواحد " وعلى فرض عدم وجود تكاليف نقل أو عوائق تجارية ،
فالمنتجات المتطابقة سوف يكون لها نفس السعر في الأسواق المختلفة عندما يتم التعبير عن الأسعار بنفس العملة .
هذه النظرية تستخدم في قياس النسبة اللازمة للتعديل على سعر الصرف لكي تتساوى القوة الشرائية
لعملتين بين سوقي دولتين . تنطلق هذه الفرضية من عدة فرضيات وهي :
1 – تنافسية المنتجات في أسواق البلدان المقارنة .
2 – غياب مجموعة من العوامل الطبيعية مثل تكاليف النقل، الرسوم الجمركية و العوائق التجارية الأخرى .
3 – تطبق على المدى الطويل .
4 – تطبق هذه النظرية على المنتجات التجارية المتداولة فقط دون المنتجات التي لا يمكن
تداولها أو نقلها ( الكهرباء مثلاً ) .
ولتبسيط مفهوم النظرية سنفترض أنك ترغب بشراء جهاز معين ، وعلى فرض وجودك الآن في الولايات المتحدة
بحثت عن هذا الجهاز ووجدت أن سعره 50 دولار أمريكي ، بينما سابقا قمت بإجراء بحث عبر الانترنت
ووجدت أن نفس هذا الجهاز سعره في المكسيك 450 بيزو مكسيكي .
فالنفترض أن كل 1 دولار أمريكي يعادل 15 بيزو مكسيكي فأن سعر الجهازالذي ترغب بشرائه في المكسيك
يساوي 30 دولار أمريكي . فمن البديهي أن شراءك للجهاز من السوق المكسيكية هو أفضل بكثير من
شراءك له من السوق الأمريكي . ونتيجة للقرار الذي اتخذته سوف يحصل ما يلي :
1 – تذهب إلى الصرافة وتشتري البيزو المكسيكي عن طريق بيعك للدولار الأمريكي من أجل شراء جهازك
من السوق المكسيكية بسعر أقل .
هذه الخطوة سوف تؤدي إلى أن يصبح البيزو المكسيكي أكثر قيمة بالنسبة إلى الدولار الأمريكي لزيادة الطلب عليه .
2 – سوف يتناقص الطلب على الاجهزة المماثلة التي تباع في الولايات المتحدة ، وبالتالي فإن سعر
بيع تلك الاجهزة سوف ينخفض في السوق الأمريكية .
3 – سوف يزداد الطلب على الاجهزة التي تباع في المكسيك ، وبالتالي فإن سعر مبيع الاجهزة سوف
يزداد في السوق المكسيكية .
وكنتيجة للعوامل الثلاثة السابقة ، هذا سوف يدفع كل من الأسعار وسعر الصرف في البلدين إلى التغير
حتى الوصول للمستوى الذي يتحقق فيه تعادل القوة الشرائية . فإذا انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي
إلى 12 بيزو مكسيكي ، و انخفض سعر الجهازفي السوق الأمريكية إلى 40 دولار، وازداد سعر المضرب
في المكسيك إلى 480 بيزو مكسيكي فبذلك نكون قد وصلنا إلى تعادل في القدرة الشرائية بين العملتين ،
فعندها يصبح بإمكانك شراء المضرب من مدينتك بنفس السعر إذا ما اشتريته من المكسيك .
هناك مجموعة من المؤشرات التي تقيس المستويات المتفاوتة للعملات ومنها " مؤشر آي باد".
مؤشر " ipad "
في عام 2024 أطلقت شركة " CommSec " مؤشر آي باد كوسيلة للنظر في قضايا مثل : تأثير تغيرات العملة
على الإنفاق الاستهلاكي ، العولمة وهامش الربح الإجمالي . خلافاً للمؤشرات الأخرى يعتمد هذا المؤشر على
منتج من شركة أبل حيث يتم إنتاج كل قطعة منه في نفس المكان ( باستثناء نموذج يباع في البرازيل ) وكل
نوع من هذا المنتج ( ضمن نفس النموذج ) تكون خصائص الأداء متطابقة . لذا فروق الأسعار هي
وظيفية من تكاليف النقل والضرائب … الخ . وتقارن أسعار المنتج في كل بلد يباع فيه لمعرفة القدرة
الشرائية في كل بلد من هذه البلدان .
وهناك عدة مؤشرات أخري مثل مؤشر " البيج ماك "
نتمنى ان تكونوا قد استفدتم