ذكرت مصادر خليجية ومحللون عسكريون أن نجاح عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية دعما لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في مواجهة الانقلاب الحوثي، يعتمد على سرعة انجاز المهمة. وأوضحوا في تقديرات موقف، بعد ساعات من إنطلاق العملية التي تشارك فيها دول عربية وإسلامية، أن الاعتماد على الضربات الجوية، قد لا يكون كافيا، وأن حسم المواجهة لابد أن يتبعه أو يترافق معه عمل بري وبحري لتطهير المناطق التي تمدد فيها الحوثيون.
وحذر المحللون من النفس الطويل الذي تتبعه إيران في التعامل مع الأزمات، وهو ما لا يتوافق مع طبيعة دول المنطقة التي لم تدخل في صراعات طويلة ممتدة مثل إيران. وأن إيران قد تحاول توسيع بؤر التوتر في المنطقة، باستثمار نفوذها لدى قوى حزبية وطائفية في محاولة للاضرار بالاستقرار الداخلي.
وذكر المحللون الذين تحدثوا لـ "إرم" أن القوات البرية الخليجية ستتجنب الدخول إلى المناطق ذات الكثافة البشرية والتجمعات السكانية. وأوضحت أن المهمة الأساسية لعملية عاصفة الحزم فرض حصار كامل برا وبحرا وجوا لمنع وصول أي إمدادات للحوثين من الخارج، وهو ما بدا فعلا بفرض منطقة حظر جوي على كامل أنحاء اليمن.
وأضافوا أن تطور العمليات العسكرية سيعتمد على المنحى الذي ستتخذه المقاومة اليمنية المساندة للتحالف. وسيكون من أبرز المهام التي ستتولاها القوات الجوية للتحالف منع تدفق الحوثيين إلى المناطق الجنوبية وغيرها من المناطق التي لا زالت خارج سيطرتهم . وأوضحت أن المناطق الجنوبية من اليمن هي المؤهلة لكي تكون حاضنة التدخل البري إن حدث. وأن التحالف سيتولى تدريب وإعداد القوات والوحدات التي تتشكل من الذين ينشقون عن الجيش أو من القبائل والقوى السياسية المناهضة للتمدد الحوثي.
وذكر أولئك المحللون أن تطهير المحافظات الجنوبية من الوجود الحوثي والقوات المسلحة الموالية لهم هي المهمة التالية للحصار الجوي والبحري والبري. وقالوا إن خطوط إمداد الحوثيين الذي يتواجدون في الجنوب ستكون الهدف الأول لقوات التحالف. لكنهم أضافوا بأن مراكز تجمعاتهم ومراكزهم في الشمال ستظل من بين الأهداف الأساسية للضربات الجوية.
واستبعد المحللون تدخل إيران في المعارك، كما استبعدوا أي محاولات من غيران لخرق الحصار. وذكروا أن إيران فوجئت فيما يبدو بالحزم الذي ابدته السعودية وحلفائها لمواجهة التمدد الحوثي وأنها كانت تراهن قبل بدء العمليات الجوية، على استكمال السيطرة الحوثية قبل أن تتمكن السعودية من بناء التحالف المناهض للنفوذ الإيراني في المنطقة .