استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 21 سنة، تقدمت لخطبه فتاة، وهي أصغر مني بسنة، ولكن والدها رفضني من دون أن يقابلني، والفتاة موافقة، وقابلت والدتها ولم تظهر لي أي رفض في المقابلة.
علما أني تقدمت للفتاة بعد رؤيتي لها لأول مرة في مكان عام، وتقدمت لها في بلاد الغربة، ونحن من نفس البلد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
– هدئ روعك -يا أخانا- فالأمر إن شاء الله هين، والموضوع أبسط مما تخيل، فلا تجعل الشيطان يضخمه لك أكبر من حجمه، واعلم أن ما تمر فيه اليوم قد مر فيه آلاف غيرك، لكن الله أكرمك بأن جعل لك عقلا يدلك على أن تسأل وتستفيد من خبرات الغير، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يقدره لك حيث كان.
– مما يزيدك اطمئنانا -أخي الحبيب- أن تعلم أن من كتبها الله لك زوجة هي في علم الله قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن قدرها الله لك لن يستطيع أهل الأرض وإن اجتمعوا أن يسلبوها منك، ومن لم يقدرها الله لك فلن تتزوجها ولو بلغت قدرتك على ذلك ما بين السماء والأرض.
كل شيء -أخي الحبيب- مقدر ومكتوب، قال صلى الله عليه وسلم: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء).
– قبل أن نتحدث عن الخطوات العملية لابد من سؤال تسأله نفسك وتجيب عليه، هل أنت قادر الآن على الزواج، أو مستعد له؟
إن كانت الإجابة ب (لا) فانتظر -أخي الحبيب- حتى تستعد له، ولا تقلق، فكما أسلفنا الأمور كلها بيد الله، وما عليك إلا الأخذ بالأسباب، وإن كانت الإجابة (نعم) فإليك هذه الخطوات العملية:
– الاستخارة ابتداء، فقد علمنا صلى الله عليه وسلم، أن نستخير في أمورنا كافة، ومن أهم ما ينبغي الاستخارة له: الإقبال على الزواج، قال جابر رضي الله عنه: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: (إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -هنا تسمي حاجتك- شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ).
يطمئنك كذلك أن قضاء الله خير لك مما أردته لنفسك مما لم يقدره الله لك، فاطمئن وتذكر أن الله يختار لعبده الأصلح والأوفق.
– الإيمان بأن قدر الله هو الخير ولو كان مخالفا للهوى، لأن العبد قد يتمنى الشر وهو لا يدري أن فيه هلكته، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته، قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم).
كن علي يقين بأن اختيار الله لك هو أفضل من اختيارك لنفسك، وهنا سيطمئن قلبك ويستريح.
– الاجتهاد في معرفة أسباب الخلاف بعيدا عن أي تحيز أو رغبة، ويمكنك الاستعانة بأحد الذين يثق فيهم أبوها، أو محادثة أمها مادامت لم تبد اعتراضا، واعرف الأسباب واعمل على تفكيكها لهم حتى يطمئنوا.
– بعد أن تعرف الأسباب حاول الدخول إلى البيت من الباب، واجعل والدة الفتاة وسيطة خير، فهي أدرى الناس بزوجها وابنتها، واذهب إليه وتحدث معه.
– إن وجدت الباب مفتوحا والأمور مهيئة فهذا هو الخير، وإن أغلقت دونك الأبواب، وأيقنت أن الوالد لا يريد إتمام الزواج فاخرج بهدوء، ولعل الله يكون قد ادخر من هي أفضل لك منها، وادخر لها من هو أفضل لها منك، ولا تحاول التواصل –أخي- بعد ذلك حتى لا تفسد الفتاة على أبيها، وتذكر دوما أن الأمور لا تقضى في الأرض حتى تقضى في السماء .
نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يسعدك في الدارين، وأن يقدر لنا ولك الخير، والله المستعان.
منقووووووووووول