(كونا) — نظمت ادارة الارشاد الزراعي في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية اليوم محاضرة تثقيفية بعنوان (دراسة وتقييم الغطاء النباتي في دولة الكويت) ضمن سلسلة المحاضرات للموسم الثقافي 2024 -2020.
وقالت الباحثة في النباتات الطبيعية نوف الحشاش في المحاضرة ان هذه الدراسة هي الأولى التي يتم فيها تطبيق منهجية التقييم البيئي المتكامل لواقع الغطاء النباتي الطبيعي على مستوى البلاد وتكتسب اهميتها من جمعها لبيانات ومعطيات متباعدة زمنيا عن واقع الغطاء النباتي الطبيعي مدعمة بالمعايير والمؤشرات ومقارنة بين المعطيات.
واضافت ان الدراسة تكتسب اهمية ايضا لتكاملية موضوعها الذي يهدف الى رسم صورة شاملة ومتكاملة لواقع ومستقبل الغطاء النباتي البلاد باستخدام المسح الحقلي وخرائط النباتات الطبيعية المستندة إلى صور الأقمار الصناعية.
وذكرت ان الدراسة تهدف ايضا الى وضع إطار مبسط يسهل من عملية صنع القرار ويزيد من مصداقيتها بشأن المعطيات والبيانات العلمية الخاصة بالغطاء النباتي الطبيعي والأسباب المباشرة وغير المباشرة التي تؤدي الى تدهوره وكذلك آثار هذا التدهور والاستجابات الحكومية والمجتمعية.
واشارت الى سعي الدراسة الى إجراء تقييم بيئي متكامل للغطاء النباتي الطبيعي في دولة الكويت من خلال تحديد حالة النظم الإيكولوجية البرية وتركيب غطائها النباتي وتنوعها البيولوجي اضافة الى مراجعة السياسات والتشريعات البيئية ذات الصلة بالغطاء النباتي للوقوف على ثغراتها ومعرفة مدى فاعليتها في المحافظة عليه.
وبينت الحشاش ان الغطاء النباتي الطبيعي في دولة الكويت يتسم ببساطته ومحدودية أنواعه اذ يبلغ عدد انواع النباتات الطبيعية 374 نوعا ويغلب عليها النباتات الحولية التي تعتمد بشكل أساسي على الأمطار بالاضافة الى شجرة وحيدة هي شجرة طلحة (السدر الصحراوي).
وذكرت انه على الرغم من محدودية الانواع النباتية فانها تقدم خدمات كبيرة للنظام الايكولوجي حيث تعمل بعض النباتات الفطرية على تكسير المخلفات النفطية وحماية التربة وتثبيتها وتدوير المواد العضوية وكذلك تنظيم المناخ اضافة الى اهميتها في انتاج الادوية وكونها تمثل غذاء للانسان وعلف للحيوانات.
واوضحت ان الغطاء النباتي الطبيعي يعاني من الاهمال البشري الناجم عن الرعي الجائر والتخييم والمخلفات النفطية وضغط التربة بالمركبات الثقيلة اضافة الى التراخي في تطبيق القانون ونقص التوعية باهمية تلك النباتات الطبيعية.
وقالت الحشاش ان الدراسة خرجت بمجموعة من التوصيات منها ضرورة العمل على وضع لوائح خاصة بالغطاء النباتي الطبيعي تتضمن تعريفه ومؤشراته وطرق قياسه وحدوده وكيفية إدارته ومسؤولية الجهات المختلفة نحوه.
واضافت ان الدراسة حثت على وضع لوائح وإرشادات تنظم إعادة تأهيل النظم الإيكولوجية للغطاء النباتي الطبيعي والتوسع في إنشاء المحميات والمسيجات النباتية للمحافظة على النباتات الطبيعية وتنميتها في المواقع المضطربة بيئيا.
وذكرت ان الدراسة دعت الى مراجعة وتنقيح السياسات واللوائح للحد من تدمير الغطاء النباتي وتشجيع استخدام الأنواع الأصلية في أعمال إعادة تأهيل النظم البيئية اضافة الى وضع لوائح وإرشادات تنظم عمليات الرعي وعمليات استخراج الصخور والرمال.
كما دعت الدراسة الى اعداد خرائط للغطاء النباتي تعكس اتجاهه وحالته الفعلية مع تحديد الفترة الزمنية لاعدادها وكذلك استخدام أحدث الطراق لتوعية الافراد واشراكهم في المحافظة على الغطاء النباتي الطبيعي.