الوكيل – مع بداية الحرب على «داعش» ودخول الاردن في التحالف الدولي ضد الارهاب والتطرف لحماية الوطن, بدأت إشاعات تسري في بعض الاحيان بشكل يثير الريبة بين الاردنيين ليتعامل معها البعض وتهملها الغالبية الساحقة من المواطنين لاسباب تتعلق بوعيهم ازاء مختلف المخاطر وكيفية التعامل معها والثقة المطلقة بالقوات المسلحة والاجهزة الامنية على التصدي لاي خطر من جانب والانسياب والشفافية في المعلومات من الجهات الرسيمة حيال مختلف التطورات من جانب اخر.
اشاعات واحاديث لا سند ولا اساس لها من الصحة سرت في بعض الاحيان خلال الفترة الاخيرة حاولت النيل من عزيمة الاردنيين وتشويشهم الا انها فشلت وتلاشت بسرعة ساعد في ذلك ايضا الشفافية وسرعة الرد من الجهات الرسمية على هذه الاشاعات دون تهويل او مبالغة بل وضعها في حجمها واعطاء المعلومات الكافية حيالها.
وقال رئيس قسم الاجتماع في الجامعه الاردنية الدكتور مجد الدين خمش أن المواطنين في الاردن يتمتعون بوعي عميق وتفكير علمي ممنهج معتبرا أن النفكير المنطقي واستقاء المعلومة من مصادرها الاصلية هي السلاح الاقوى في وجه الاشاعات.
مصدر أمني كان نفى قبل أيام ما أُشيع حول إخلاء مولات في عمان واخراج المتسوقين منها بعد تلقي تهديدات بضربة محتملة في هذه المولات, وهو ما خلق حالة من الخوف لتنتشر هذه الاخبار سريعاً بين الناس.
وذكر المصدر في تصريح لوسائل الاعلام إن إشاعات عديدة ظهرت في الآونة الأخيرة، هدفها زعزعة الأمن، من بينها قيام شخص مجهول الهوية بإجراء اتصالات مع مختلف وسائل الإعلام وإبلاغها عن إخلاء المواطنين من أحد المولات الكبرى في منطقة غرب عمان لأسباب أمنية, معتبرا المصدر ذاته أن هذه الاشاعات لا مكان لها من الصحة.
وعلى رغم أن الجماعت التي تعمل في الظلام وتخطط للنيل من الأمن والأمان في الاردن _الذي شكل انموذجا على مستوى المنطقة والعالم في الحفاظ على الوطن منيعا في ظل اقليم ملتهب_ تعمل للنيل من الوطن وتخطط له في ليل أسود إلا أن تصديق هذه الاشاعات والحديث عنها ونشرها هي ما يخدم اهداف هذه الجماعات الضالة.
ويتابع الدكتور خميش في هذا السياق « أنه يجب توخي الحذر في هذه المرحلة من الاشاعات التي تحاول النيل من معنويات المواطنين».
وبين أن الاشاعات المغرضة تجد مناخا مناسبا في ظل التوترات والتعقيدات وهي تستخدم كأداه من قبل بعض الاشخاص لاشاعة البلبله والفوضى في المجتمع وتعتمد على جزء من الحقيقة أوانصاف الحقائق واحيانا تكون مفبركة وتعبر عن وجهة نظر مجموعة مغرضة من الناس.
ونبه الى خطورة الاشاعه ومواجهتا بالاعتماد على التحليل العلمي وجمع الحقائق ومحاولة الحصول على الخبر من مصادرة الموثوقة التي تمتلك الادلة والحقائق ويجب الاعتماد عليها.
تتطلب المرحلة الحساسة التي تدافع فيها قواتنا المسلحة عن امن وطننا واستقرارنا لمنع يد الارهاب والتطرف، الحرص وعدم تصديق الاشاعت والاسهام في نشرها وخدمة اجندات هذه الجماعات الضلالية دون قصد.
محاربة الارهاب والتطرف, لا يكمن في ضرب الارهاب ومعاقلة وأوكار المتطرفين فقط, بل يتوجب وعيا لمواجهته داخل المجتمع من خلال رفض كل الاشاعات وبناء جبهة داخلية قوية تنبذ الاقاويل التي لا تستند إلى مصدر.
الاردنيون الذين التفوا حول قيادتنا الهاشمية في مواجهة الارهاب وحول قواتنا المسلحة في معركة الخير والحق التي يقودها جنودنا ونسور سلاح الجو الملكي ضد الشر والباطل, يقفون صفا واحدا في حربنا الاستباقية على الارهاب وضرب جحور الجماعات المتطرفة التي تحاول التمدد في كل مكان. لم يكن العنف يوما من شيم الاردنيين الذين آمنوا بالحوار فيما بينهم وفي مختلف القضايا ومثلهم في ذلك جلالة الملك عبدالله الثاني, من أجل البناء والاستمرار في مسيرة الاصلاح التي نأت بالوطن عن التجاذبات الاقليمية التي جنحت للعنف في بعض الدول المحيطة.
الاردن القوي عسكريا وأمنيا والاردن المستقر بأمنه وأمانه لن يتحقق إلا بقوة شعبه ووعيه والذي ما خاب الرهان عليهم يوما.
ومهما كان الارهاب شكلة أو نوعه وحجم تهديده, يبقى الاردنيون اقوى بوعيهم المعروف وقدرتهم على التمييز بين الاخبار المضلله والاشاعات وبين الاخبار الحقيقية.
ولم يكن الأمن والامان – الذي ينعم به وطننا منذ تأسيس المملكة وفي هذا الاقليم الذي شهد حروبا طائفية وعرقية ومذهبية – ليتحقق دون أن تكتمل اطراف المعادلة التي جمعيت بين قوات مسلحة قادرة على حماية الوطن وأجهزة أمنية وقفت على الدوام في المرصاد لكل المخربين والفوضوين والظلاميين وبين شعب واعٍ ومسؤول يطغى حبه لوطنه على أي شئ آخر.
اليوم, وفي حين يقف الاردن قيادةً وجيشاً وشعباً في خندق الحرب على قوى الظلام والشر بكل شجاعة وحزم, للحفاظ على منجزاتنا الوطنية وإرثنا الطويل من السلم والتعايش وقبول الآخر والحوار بدلا من العنف, تقع على عاتق المواطنين مسؤولية الحرص على نبذ الاشاعات وعدم الإنجرار خلف مخاوف لا وجود لمسبباتها.
الراي