من المرجح أن يحصل عقاران قويان مبتكران للكوليسترول على موافقة الجهات المختصة هذا الصيف وهما يستهدفان نفس البروتين وثبت أنهما يخفضان بشكل ملحوظ مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة (إل.دي.إل) لدى المرضى الأكثر عرضة للخطر، لكن هناك اختلافا جوهريا واحدا بين الاثنين: الجرعة التي سيطرح بها كل منهما.
وعلى افتراض الحصول على موافقة إدارة الاغذية والأدوية الأمريكية ستطرح شركة امجين عقارها ريباثا ليؤخذ كحقنة 140 ملليجراما كل أسبوعين أو كحقنة شهرية 420 ملليجراما أما العقار براليونت وهو من إنتاج ريجينيرون فارماسوتيكالز وسانوفي فسيطرح كحقنة كل أسبوعين 75 ملليجرامًا أو 150 ملليجرامًا.
والخلاف في الجرعة سيقود على الأرجح إلى استراتيجية بيع مختلفة تمامًا للعقارين، فيما قد تصبح منافسة محمومة على النصيب الأكبر في السوق.
والحقنة الشهرية لامجين قد تعتبر أريح وقد يفضلها الأطباء نظرًا لفعاليتها القوية. بينما قد تحظى ريجينيرون وسانوفي بميزة ملموسة في السعر بخيار الجرعة المنخفضة الذي تقدمانه.
وينتمي العقاران إلى فئة جديدة من مضادات الأجسام التي تستهدف بروتين بي.سي.إس.كيه 9 الذي يحتفظ بالكوليسترول السيئ في الدم وهما يستهدفان ملايين الأشخاص الذين لا يستفيدون من مجموعة الستاتينات العلاجية مثل ليبيتور الذي تنتجه فايزر ويعمل بطريقة مختلفة تمامًا، فهو يعطل إنتاج الكبد للبروتين الدهني المنخفض الكثافة (إل.دي.إل).
ولم تكشف امجين ولا ريجينيرون-سانوفي عن السعر المحتمل للعقارين لكن بعض خبراء الصناعة يتوقعون أن يطرح عقار براليونت المنخفض الجرعة بسعر أرخص كثيرا عن ريباثا لجعله جذابا أكثر لشركات التأمين الصحي التي أصبحت تحرص بشدة مغالى فيها على خفض تكاليف العلاج.
وتقول دكتور جنيفر روبنسون استاذة علم الاوبئة بجامعة أيوا وكبيرة الباحثين في التجارب الإكلينيكية على عقار براليونت ان سانوفي وريجينيرون ستخطئان خطأ كبيرا إذا لم تطرحا جرعة 75 ملليجراما بسعر أقل من خيار 150 ملليجراما.
وتضيف روبنسون «سانوفي ستقول فلتبدأ بالجرعة المنخفضة الرخيصة وإذا لم تصل إلى الهدف يمكنك أن تذهب إلى الجرعة الأعلى بسعر أعلى»
يتوقع جيفري بورجيز، محلل سانفورد بيرنستاين، أن تتكلف الجرعة المنخفضة للبراليونت 5000 دولار في العام والجرعة المرتفعة 10 آلاف دولار بينما يقدر تكلفة عقار ريباثا بعشرة آلاف دولار في العام، سواء للجرعة الشهرية أو كل أسبوعين.
وحقن امجين ذات الجرعة العالية قد تكون جذابة على ضوء التجارب الإكلينيكة الأخيرة التي أثبتت أن إبقاء الكوليسترول عند مستوى منخفض جدا يمكن أن يقي المريض الأكثر عرضة للخطر من الأزمات القلبية والجلطات.
ويقول سكوت واسرمان، رئيس علاجات أوعية القلب ومتلازمة الأيض بشركة أمجين «الأمر يرجع إلى المريض الذي نحاول أن نخدمه.. هم مرضى لديهم الكوليسترول مرتفع جدا. لا نشعر أن خيار الجرعة المنخفضة يفيد هؤلاء».
ومن المقرر أن تبت وكالة الأغذية والأدوية الأمريكية في أمر الموافقة على عقار براليونت بحلول 24 يونيو، وبشأن عقار ريباثا في 27 أغسطس.
ودعت الوكالة لاجتماع لجنة خبراء في التاسع والعاشر من يونيو لمراجعة نتائج أداء العقارين.
حرب جديدة في مجال الدواء.. والسبب «الكوليسترول»