ما حكم شراء السجادات المصنوعة من حرير طبيعي أو من حرير طبيعي وصوف أو من حرير صناعي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فدلت السنة الصحيحة على تحريم لبس الحرير، والافتراش من اللبس، بل جاء النهي عن الجلوس على الديباج والحرير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تلبسوا الحرير فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة"، وعن حذيفة رضي الله عنه قال: "نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير والديباج، وأن نجلس عليه" [رواه البخاري]، وخُص من ذلك النساء؛ لحديث أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز و جل أحل لإناث أمتي الحرير والذهب، وحرمه على ذكورها" [رواه البخاري]، والمعروف عند أهل العلم أن المراد بالحرير هو الحرير الطبيعي المنسوج من دودة القز وأما الحرير الصناعي فلا يدخل في النهي، والمنسوج من الحرير المحرمُ منه ما كان خالصا أو هو الأغلب، وكذا إذا استوى الحرير وما نسج معه أما إذا كان الحرير هو الأقل فجمهور العلماء على جوازه؛ لأنه حينئذ لا يكون له ظهور، بل الظهور لغيره، والأحوط اجتنابه.
وبناء على ما سبق: فالسجاد المصنوع من حرير صناعي أو مع صوف أو غيره فلا إشكال في حله، وأما المصنوع من حرير طبيعي؛ فإن كان خالصا أو غالبا فهو حرام، وإن استوى الحرير وغيره فالراجح التحريم كذلك، وإذا كان الغالب غيرَ الحرير من صوف وغيره، فالأحوط تركه، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين