افتتح في قاعة «فا غاليري» معرض الفنان العراقي محمود شبر، المعرض الذي أطلق عليه شبر «حكايا» يضم 26 عملا، أعمال شبر التي تعرض بالكويت للمرة الأولى تميزت بالتنوع سواء على مستوى الأحجام او على مستوى الموضوعات التي اشتملت على الكثير من المفردات الإنسانية.
ينتمي محمود شبر إلى مدرسة التعبيرية الرمزية، وفي أعماله تمنحه هذه الرمزية مساحة من الحرية، لكي تتجول ريشته في مشاهده التشكيلية، التي تشبه تجليات لونية قادمة من ذاكرة معجونة بالكثير من مشاهد الماضي، وكأن شبر يسقط هذا الماضي على الحياة المعاصرة.
مشاهد غرائبية
من يشاهد لوحات شبر يشعر أنه أمام «حكايا» فعلا، فكل لوحة حكاية تصور مشهدا محفورا في ذاكرته، التي تمثل الذاكرة العراقية في النهاية: براءة الطفولة، البيت القديم، الطرقات، ليالي الصيف، ليلة الاحتلال، الشهيد، حيرة المرأة.
لكن «حكايا» شبر ليست من تجليات الخيال، وإنما نابعة من الواقع الذي حفر مشاهده في دروب الذاكرة، تخلط تجليات شبر الرمزي بالتعبيري، لتبدو اللوحة في النهاية كمشهد غرائبي، لكن أليست هذه الغرائبية هي الحياة التي تصورها ذاكرة شبر بكل قسوتها وعذاباتها اليومية وأحلامها المستحيلة.
مفردات مكررة
في لوحات شبر ثمة مفردات متكررة كالنظارة والمهرج وأدوات الموسيقى، وهي لا تتناثر في لوحاته لمجرد ملء الفراغ، بل وراءها رمزية يسقطها على الواقع، فشبر الذي تحمل ذاكرته الكثير من مشاهد الدكتاتورية ككل عراقي، يصور القائد في ملابس المهرج، كما أن النظارة أشبه بقناع، لكنها لا تخفي ما تريد ذاكرة شبر البوح به.
صدمة لونية
وكما تسيطر الغرائبية على حكايا شبر، تسيطر على عالمه اللوني غرائبية مماثلة، فأعماله تتأرجح بين العتمة اللونية وبين الألوان الفاقعة الفسفورية، وكأنه يريد أن يحجب منظرا هنا ليسلط الضوء على مشهد آخر، وكأنه يحدث صدمة لونية للملتقي ليتأمل كثيرا في لوحاته، ويستخرج مفردات النقد التي توجهها ريشة شبر لأحوالنا.
تقول الشاعرة سوسن دعنا، المشرفة على المعرض: محمود شبر يقيم معرضه الأول بدولة الكويت، ويضم لوحات تعبر عن الكثير من المشاهد الواقعية في حياته، وفي حياة الكثير من العراقيين، وكل لوحة من أعماله تبدو كقصة قصيرة بمفردات مركزة، ويمنح كل لوحة «عنوانا» تتخفى وراءه الكثير من الرمزية التي يترك شبر للمتلقي أن يحللها وفقا لرؤيته، كما تتميز أعمال المعرض بالألوان الغنية والعميقة التي تلفت نظر المتلقي، حيث يمنح شبر للون في أعماله دورا كبيرا.