حذر المستشار النفسي الدكتور عبد الرحمن بن عبيد، من برنامج شرطة الأطفال "الخطر القادم"، لافتًا إلى أن هذا البرنامج تطبيق يتم تحميله على جميع الأجهزة مجانًا، موضحًا أن هذه الخطورة تكمن في نافذتين إلكترونيتين. "بن عبيد" أشار إلى أن النافذة الأولى تتمثل في "الترهيب"، وهي سبب رئيسي في حدوث اضطراب الرهاب الاجتماعي. أما الثانية فهي "الترغيب" وتعد سببًا رئيسيًّا في تعلم الكذب والنفاق. وشدد على أن هذا التطبيق يستخدم بكل سهولة عندما يتصل أحد أفراد الأسرة بالبرنامج، ثم يرد رجل مخيف الصوت وفي المكالمة فراغات من الوقت للسماح له أن يتكلم حتى يسمع الطفل الحوار بين ولي أمره ورجل الشرطة، ويختتم كلامه بجمله تخيف الطفل وهي: " يا عمليات جهّزوا السيارة" ثم يشتغل صوت الجهاز استعدادًا لتحميل الطفل من بين أفراد أسرته. "الرهاب الاجتماعي" -وفقًا للمستشار النفسي- يعد شبحًا يدمر الحياة الاجتماعية ويقضي على طموح الفرد ويجعله لا يتكلم بالشكل الصحيح أثناء تعبيره عن مشاعره نتيجة عامل الخوف الداخلي الذي تشكل مع سلوكه وأصبح جزءًا لا يتجزأ من شخصيته. أما الدكتور رضا السيد الخبير النفسي، فرأى أن هذا التطبيق هو هزيمة ذاتية؛ أي أن الشخص يهزم نفسه بنفسه، قائلاً: "هو زيادة الخوف عن حده الطبيعي؛ فنشأة الطفل على الخوف والتهديد والشتم إما أن تجعله مهزوز الشخصية يعاني من المشكلات النفسية في مستقبل عمره، أو تسبب له مشكلة التأتأة واللجلجة في النطق". "السيد" أضاف أن الطفل الذي يخفق في تنمية الثقة بالنفس، خلال السنوات السبعة الأولى؛ يخفق في تحقيق الثقة بمستقبل العمر كمثل الطفل الذي يخفق في تعلم القراءة والكتابة في الصفوف الدنيا، يخفق في الحصول على المعدل التراكمي والتفوق في مراحل التعليم التالية. ووجه مجموعة رسائل إلى أولياء الأمور: 1- أنت المتسبب في كسر شخصية طفلك. 2- أنت الذي تعرضه لاضطراب الرهاب الاجتماعي. 3- أنت الذي تسبب له الخجل. 4- أنت الذي تعيق جودة الحياة لدى طفلك. 5- أنت الذي تسبب له انخفاضًا بالذات. 6- أنت الذي تجعله لا يستطيع الحصول على حقوقه في المستقبل. وحذر من أن كل ما سبق يتبعه فقدان لمقومات الأمن الداخلي، ولن يتوقف الأمر عند حدوث المشكلات النفسية وانعدام المهارات التعليمية، بل سيتطور إلى إحداث فجوة بين المواطن ورجل الأمن، وينزع الثقة بين هذين المكونين المجتمعي والأمني. وأوضح أن النافذة الأخرى (نافذة تطبيق الترغيب) هي ما تعلم طفلك الكذب والنفاق وعدم المصداقية؛ فعندما يقول رجل الشرطة: "سنأتي بهدية للطفل" فالطفل سينتظر ولم يتحقق الوعد! وهنا عوَّدت طفلك على الكذب والنفاق وعدم الثقة برجل الأمن.
خبراء نفسيون: برنامج شرطة الأطفال "فيه سُم قاتل" (فيديو)