لم يكذب أتباع التيار السلفي الجهادي بالأردن خبرًا، وسارعوا بالخروج في مظاهرات بمعان جنوب المملكة، داعمة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وسط مخاوف الحكومة الأردنية من احتدام المعارك في العراق وامتدادها بالقرب من الحدود الأردنية شرقا. وبحسب "سي إن إن" الأحد (22 يونيو 2024) فإن هذه المسيرة هي الأولى من نوعها في معان وهي المعقل الرئيس لأتباع التيار السلفي الجهادي في الأردن، وقد لاقت رود فعل سريعة كان أولها رفض قياديين في التيار لها ووصفها بـ"المشبوهة"، فيما اعتبرها منظموها رسالة "لنصرة أهل السنة وتحذيرا للشيعة"، وسط تحليلات مراقبين ببروز انقسام "حاد" بين قواعد التيار في المدينة، على خلفية تمدد داعش في العراق. في الوقت نفسه، أكد مصادر حكومية أردنية أن المسيرة وتبعاتها تخضع لتقييم أمني عاجل قد ينتهي "بمنع أي محاولات لاحقة مشابهة"، وسيتم التعامل معها بموجب أحكام القانون، قائلة إن ما جرى لا يمكن وصفه إلا بأنه "أمر خارج عن القانون." المصادر التي أشارت بوضوح إلى أنها تتريث في التعليق رسميا على الحادثة، بينت أن الاتصالات الأمنية والاستخباراتية جارية بكثافة، للخروج بموقف نهائي حول الارتدادات المتوقعة للمسيرة وفيما إذا كانت تعبر عن "منهج داخل التيار أم لا؟" ولا تخفي المصادر توقعاتها بأن تكون المسيرة معبرة عن بروز انقسام حاد داخل التيار الجهادي، الذي هنأ الأسبوع الماضي بخروج منظر السلفية الجهادية في الأردن وفي العالم كما يصفه مراقبون، عصام البرقاوي الملقب بأبي محمد المقدسي، وهو الذي أعلن تريثه في إصدار موقف من "داعش في العراق"، بعد أن سرب من سجنه عدة رسائل هاجم فيها تنظيم الدولة. وينقل شهود عيان عن المسيرة التي تضاربت المعلومات بشأن أعداد المشاركين فيها بين المئات والعشرات، ترديدها هتافات تدعو إلى إزالة "حدود سايكس بيكو"، ترافقت مع أعلام "داعش" ولافتة رئيسة بعنوان "جمعة نصرة الدولة الإسلامية في العراق والشام.. معان فلوجة الأردن". القيادي في التيار الجهادي محمد الشلبي الملقب بأبو سياف، سارع من جهته باستنكار المسيرة والتعبير عن رفضها، قائلا في تصريحات للموقع :" المسيرة تعبر عن تحركات مشبوهة ولم يشارك بها سوى 20 أو 30 من بينهم نحو خمسة من شباب التيار ممن غرر بهم.. هي لا تمثل التيار ولا تخدمه". لكن أبو سياف لا يخفي تأييده وتأييد أبناء التيار، لما أسماه صراحة "فتوحات" داعش غرب العراق، لوقف تمدد "الرافضة" في إشارة إلى الطائفة الشيعية، قائلا :" لا شك أننا نؤيد ما يجري في العراق من فتوحات لكننا نرفض الخروج بمسيرة في الأردن للتأييد فهناك انقسام داخل التيار بين من يؤيد جبهة النصرة وبين من يؤيد تنظيم الدولة ولا نريد أن تستغل المسيرة داخليا".
خروج أول مظاهرة علنية لتأييد "داعش" في عاصمة عربية