الرياض – وصل الحوثيون ومؤيدوهم إلى قلب عدن رغم حملة جوية مستمرة منذ ثمانية أيام تقودها السعودية لوقف تقدم هذه الجماعة الشيعية المتحالفة مع إيران.
ورغم أن الحوثيين وحلفاءهم انسحبوا اليوم الجمعة، من القصر الرئاسي في منطقة معاشيق بعدن، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الاشتباكات على الأرض إلى هذا العمق داخل وسط المدينة اليمنية الساحلية.
ومدينة عدن الجنوبية هي آخر معقل كبير للمقاتلين الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فر من عدن قبل أسبوع ويتابع الموقف من الرياض مع تداعي ما تبقى من سلطته.
وقال دبلوماسي في الرياض إن عدن أصبحت تمثل سلطة هادي المتداعية مما يعني أن السعودية لا يمكنها أن تتحمل السماح بسقوط المدينة بالكامل في قبضة الحوثيين. لكنه قال إن الحملة الجوية التي تشنها الرياض تتجه حتى الآن لأن تكون حرب استنزاف أكثر من كونها دفاعا فاعلا عن المدينة.
وقال الدبلوماسي لوكالة رويترز "صالح والحوثيون يواصلون الضغط على عدن وهي نقطة الضعف في الاستراتيجية السعودية. أعتقد أن السعوديين سيرسلون قوات برية إلى عدن لاستعادتها إذا سقطت. إنها خط أحمر بالنسبة لهم."
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مسؤول خليجي، قوله إن قيادة تحالف عملية عاصفة الحزم لم تضطر بعد للتدخل البري في ظل النجاحات المتلاحقة التي حققتها الضربات الجوية.
وفي مؤشر على أهمية المدينة لدى السعودية، ربط هذا المسؤول الخليجي بين التدخل البري والسيطرة على عدن، حيث قال في تصريحات للصحيفة اليوم الجمعة إن المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح أشاعت سيطرتها على القصر الجمهوري في عدن بهدف تغيير خطة التحالف كي يحول مسار الهجوم من العمليات الجوية إلى النزال على الأرض.
وتابع المسؤول الخليجي أن النزال الأرضي أمر يبطئ من خسائر المنقلبين على الشرعية ويسهم في إطالة أمد معركة "عاصفة الحزم".
يذكر ان السعودية أعلنت في السادس والعشرين من الشهر الماضي عن انطلاق عملية عاصفة الحزم لمواجهة مجموعات الحوثيين في اليمن بناء على طلب رئيسها عبد ربه منصور هادي للقضاء على "الانقلاب" الحوثي الذي سيطر على معظم مفاصل الدولة بالقوة المسلحة.
وتشارك في العملية السودان ومصر والاردن والمغرب اضافة إلى الدول الخليجية قطر والامارات والكويت والبحرين .