دراسة حديثة: حرب اليمن تقود لدويلات ثلاث أبرزها دولة الجنوب
قال مركز مسارات للإستراتيجيا والإعلام في دراسة له، إن كل المؤشرات في الجنوب تؤكد انتقال الحراك الجنوبي من النضال السلمي إلى المقاومة المسلحة لطرد "الاحتلال واستعادة دولة الجنوب".
وتشهد محافظات لحج، الضالع، عدن، أبين، شبوة، في مناطق الجنوب اليمني، معارك عنيفة بين اللجان الشعبية الجنوبية ورجال القبائل من جهة، وقوات عسكرية حوثية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى، منذ يوم الأربعاء الماضي، ولا تزال جبهات القتال تتمدد رقعتها في مناطق الجنوب، الذي يطالب معظم أبنائه بالانفصال عن شمال اليمن والعودة إلى ما قبل توقيع الوحدة اليمنية بين الشطرين في العام 1990م.
ورصدت وحدة الدراسات الإستراتيجية بمركز مسارات، خلال دراستها، تحولا هاما في الجنوب وهو أن "معظم الشهداء والجرحى الذي سقطوا خلال الأيام الماضية في مناطق جنوبية مختلفة ومنها عدن هم ناشطون وقيادات شابه في الحراك الجنوبي ما يعزز من فرضية انتقال الحراك إلى طور جديد يتمثل بالمقاومة المسلحة لتحقيق أهدافه المعلنة التي عجز عن تحقيقها منذ العام 2024 ،عام انطلاق ثورة الحراك الجنوبي من ساحة الحرية بعدن".
وتضيف الدراسة، إن "دخول الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح تساندهم قوات من الأمن والجيش إلى الجنوب خلال الأيام الماضية ساهم كثيرا في انضمام أعداد كبيرة من قيادات وناشطي الحراك بالمقاومة الشعبية المسلحة دفاعا عن الجنوب، وتمكنت هذه المقاومة التي تضم الحراك الجنوبي، وأفرادا من اللجان الشعبية ومتطوعين من تكبيد القوات الغازية خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات ومنعها من السيطرة التامة على الجنوب حتى الآن".
وأشار مسارات إلى أن المقاومة الجنوبية المسلحة استطاعت حتى الآن توجيه ضربات موجعة إلى عدد من معسكرات الأمن والجيش الموالية للحوثي والرئيس صالح وتفكيكها وإفراغها من أفرادها الذين فرّ عدد كبير منهم، بينما انظم آخرون للقتال لصف الحوثي، وهو ما يعني أن الحراك الجنوبي وجد ضالته للقضاء على الأداة المهمة التي احتلت بها مراكز القوى في شمال الجنوب منذ اجتياح الجنوب صيف 94 والمتمثلة في قوات الأمن والجيش الطائفية التي ينتمي 90% من أفرادها إلى مناطق شمال الشمال.
وبات من المؤكد كما – يقول مسارات – أن جماعتي الحوثي والرئيس صالح باحتلالهما الثاني للجنوب، تقودان اليمن إلى التمزق إلى ثلاث دويلات، دولة في الجنوب يطالب بها الحراك الجنوبي بحدود ما قبل 1990 ،ودولة في وسط اليمن تمثل إقليم الجند وأجزاء من إقليمي تهامة وسبأ، ودولة في الشمال يسيطر عليها الحوثيون الشيعة وأنصار الرئيس صالح.
وقالت دراسة مسارات، إن "الذي يمكن أن يؤجل من ذهاب اليمن إلى خيار الدويلات الثلاث، هو مسارعة جماعة الحوثي وحلفائها بسحب قواتها من الجنوب ووسط اليمن، والقبول بالحوار السياسي الندي مع الجنوبيين للخروج بحل حقيقي للقضية الجنوبية في إطار فيدرالية الإقليمين ".
أشار مسارات إلى أن استمرار قوات الحوثي في الجنوب سوف يستدعي دعما خليجيا وعربيا للمقاومة الجنوبية المسلحة، الأمر الذي يتطلب أيضا إعادة ترتيب وتنظيم وتأهيل هذه المقاومة، وهذا ما طالب به عدد من قيادات وزعماء الحراك الجنوبي، دول الخليج، حيث طالبوا بإعادة تأهيل ودعم المقاومة الجنوبية وصولا إلى تأسيس جيش جنوبي مستقل لحماية الجنوب والذود عن أراضيه ومواطنيه في وجه الاحتلال الشمالي الطائفي وصولا إلى استعادة الدولة الجنوبية المستقلة ،وهذا ما قد تلجأ إليه دول الخليج مضطرة من أجل الحفاظ على خليج عدن وباب المندب.
ويقول مسارات أنه "من الصعب أن تتمكن جماعة الحوثي من السيطرة على الجنوب وفرض أمر واقع جديد في ظل اشتداد المقاومة المسلحة، وتمكن قوات التحالف العربي من تدمير المعدات والترسانة العسكرية للحوثي والرئيس المخلوع، وقطع الامدادات الواصلة الى عدن ومدن الجنوب الأخرى، ما يؤكد ان قوات الحوثي سوف تتقطع بها السبل في الجنوب وسوف تفنى إلى جانب قوات الجيش وستترك الجنوب لأهله في نهاية المطاف".