أم سعود زوجة الكولونيل هارولد ديكسون شاركت زوجها في تأليف كتاب «الكويت وجاراتها» ولها كتاب «ازهار الكويت» The Flowers of Kuwait and Bahrain و «البحرين»، ضمنته اشهر النباتات الصحراوية ومقاساتها وشرح لها، وفي زيارتها الاخيرة لنا في نيروبي اكتوبر 1969 أفادتني بأنها تقوم بإعداد كتاب آخر عن الكويت بعنوان «اربعون عاما في الكويت» Forty Years in Kuwait.
كان ديكسون عندما اختير في أول القرن العشرين للذهاب الى الهند، كان المسؤولون يعرفون أن الرجل يجيد اللغة العربية وكان يعد للذهاب الى العراق والعالم العربي، وفي اثناء توقف الباخرة التي تقله الى الهند، تعرف على السيدة بيولين البريطانية التي كانت تعمل في سويسرا والتي اصبحت زوجته فيما واصل رحلته الى الهند، ومن هناك صقل وأعد لدوره في العراق، ثم الكويت حيث أجاد الدور على أحسن وجه فيها.
إن قصة رحلته من بريطانيا إلى الهند، ثم العراق فالكويت كانت نشرته السيدة زوجته في كتابها «أربعون عاماً في الكويت» هذه السيدة التي بقيت في الكويت تريد أن تدفن بجوار زوجها في الكويت، لكن الاحتلال الصدامي فرض عليها الذهاب إلى لندن لتموت وتدفن هناك.
هذه السيدة وزوجها أنجبا في الكويت ابنا وبنتاهما اسعود الابن والبنت زهرة هذه الزهرة لم تترك الكويت من دون بصمات، بل مدة اقامتها في الكويت قبل الزواج والاستقرار في بريطانيا ألفت كتابا عن الكويت، أسمته «الكويت كانت منزلي» أما والدتها فيوليت فألفت كتاب «أربعون عاماً في الكويت» وكتاب «النباتات والورود البرية في الكويت» قلنا هارولدت ديكسون ألف كتاب «الكويت وجاراتها وعرب الصحراء». المهم أن هؤلاء الدكاسنة أو آل ديكسون منذ وطئت أقدامهم أرض الكويت في سنة 1936 تركوا بصمات تذكر لهذا أكرمتهم الدولة وسمّت المنزل والبيت الذي سكنه ديكسون «بيت ديكسون» وأصبح متحفاً ومعلماً أثرياً، ذلك لما ترك ديكسون من بصمات في تاريخ هذه البلاد الكويت. انه ديكسون الذي دخل أكاديمية التمثيل البريطانية طالباً المجد منذ نعومة اظفاره، فمثل أدوارا غير بارزة في الهند، ثم اخذت ملامحه في العراق ليرتفع شأنه في الكويت الى مرتبة الممثلين الرئيسيين، ويتجلى نبوغه ويعطي أدوار ادارة العلاقات مع المملكة العربية السعودية التي لعب دوراً بارزاً فيها، حيث انتهت حروب بدو الصحراء، وبعدها توجه ديكسون الى الصحراء لمصادقة هؤلاء الذين يعيشون على كفاف الحياة، فألف عنهم كتابه عرب الصحراء.
إذن هذا ديكسون وزوجته فيوليت التي تركت بصمات بكتابها «اربعون عاماً في الكويت» سجلت فيه الكثير عن هذه البلاد، ومن ثم أنجبت طفليها اسعود وزهرة في الكويت، ويقبع زوجها في قبره في الأحمدي، وهي بعيدة عنه في أرض الضباب في بريطانيا، ويكون دورهم الذي لعبوه في النصف الأول من القرن العشرين بترك بصمات في كتبهم التي أخرجوها عن الكويت، لهذا نسجل هذا التاريخ لآل ديكسون.