وسط حضور لافت، أقامت رابطة الأدباء الكويتيين احتفالا بمناسبة يوم اللغة العربية، وشهد الحفل الذي أداره الكاتب عبدالله غليس تكريم استاذ اللغة العربية والشاعر د. سعد مصلوح، كما القى عدد من الشعراء قصائد في حب اللغة العربية ومديحها.
في بداية الاحتفالية ألقى عبدالله غليس كلمة أكد فيها قيمة اللغة العربية وأهميتها، وأشار إلى أن العربية لغة القرآن التي تتمتع بخصائص نادرة بين اللغات، وقال غليس ان اللغة العربية تتفوق على اللغات الأخرى بالعديد من المزايا؛ كالقدم والامتداد وعلم العروض والاشتقاق والنحو.
واستشهد غليس بمقولات لكبار العلماء المسلمين والمستشرقين والأدباء وعلماء اللغة الغربيين الذي مدحوا اللغة العربية وأشادوا بها، ومنهم العالم ذو الاصل الفارسي البيروني الذي قال «والله لأن أهجى بالعربية خير لي من أن أمدح بالفارسية».
وأشار غليس إلى أن علماء اللغة في الغرب وجدوا في ديوان الفرزدق 70 الف جذر بينما وجدوا لدى شكسبير 7 آلاف جذر فقط، وانهى غليس كلمته بتأكيد أن الاحتفال بيوم اللغة العربية هو اعتزاز بلغة الضاد، لأن الأمم التي تهمل لغتها تفقد الماضي والحاضر والمستقبل.
تكريم مصلوح
كما القى المحتفى به عالم اللغة د. سعد مصلوح كلمة أعرب فيها عن سعادته لتكريمه في يوم اللغة العربية، وقال مصلوح انه أنفق عمرا طويلا في خدمة اللسان العربي قراءة وكتابة، وأشار الى أن أكبر سعادة يشعر بها الكاتب أن يتابع المهتمون جهوده من خلال الحرف والكلمة، مؤكدا أن نتيجة جهوده في اللسان العربي جيدة.
العشق المباح
وبعد أن قام أمين عام الرابطة طلال الرميضي وأمينة السر الإعلامية أمل عبدالله بتكريم د. مصلوح ومنحه درعا تكريمية، القى مصلوح قصيدتين: الأولى في حب الكويت بعنوان «العشق المباح»:
لا شيء كالتاريخ في نصح إذا ريم انتصاح
فتعلقوا الوطن الحبيب ففي محبته الفلاح
وامضوا ولا تتلفتوا أيضير قافلة نباح؟
وتعشقوه صبابة هذا هو العشق المباح
أعلى المحب إذا تعشق ترب «ديرته» جناح؟
سبعون مرت
أما القصيدة الثانية فكانت بمناسبة بلوغه السبعين حيث استعاد فيها مصلوح رحلة عمره بلغة تحمل نفسا صوفيا:
سبعون مرت وعمر
من اللهاث تقضي
سبعون مرت جهاما
يذرعن أفقك ركضا
احنت صليباً، وأذوت
ما كان بالأمس غضا
عجب الدهر
وتوالت قصائد الشعراء في حب العربية ومدحها والتحذير من إهمالها، حيث القى الشاعر د. خالد الشايجي قصيدة ينعى فيها هجران العربية بيد أهلها الذين هجروها:
عجب الدهر من صمودي وحزمي
رغم ان الجناة اهلي وقومي
هجروني بغير جرم ولكن
هي دعوى جهالة دون علم
وجه النون والقلم
أما الشاعر محمد مصطفى خميس فألقى قصيدة في مدح اللغة العربية مقتبسا الكثير من مفرداتها من القرآن الكريم والتراث الإسلامي:
اقرأ تبارك وجه النون والقلم
اقرأ تقدس هذا الحرف بالقسم
ما يسطرون من السحر الحلال فم
بالحق ينطق يبري عقدة البكم
اقرأ فغار حراء ينتشي طربا
من خمرة الحرف بل من خمرة الندم
الشاعرة ندى الرفاعي عددت في قصيدتها أمجاد اللغة العربية وحذرت من اهمالها لأن اندثار اللغة يعني نهاية حضارة أهلها:
فكم لغة قد اندثرت
وباتت من حضارات
أنا العربية الفصحى
بقيت كمثل مشكاة