موسكو – رويترز – قال وزير الطاقة الروسي إن بلاده قد تخفض إنتاج النفط لتعزيز الأسعار الآخذة بالتراجع، لكن قدرتها على تعديل الإنتاج محدودة والقرار لم يصدر بعد، وذلك في تصريحات تبرز رغبة موسكو في سعر أعلى للخام.
وقبل اجتماع أوبك الأسبوع القادم، تحدثت روسيا بالفعل مع عضوي المنظمة فنزويلا والسعودية بشأن الحاجة إلى دعم سوق النفط، وتتوقع موسكو أن ترسل وفدا رفيع المستوى إلى فيينا قبل الاجتماع لتوجيه رسالة بخصوص الأسعار.
وتضرر الاقتصاد الروسي الضعيف بالفعل من جراء انخفاض سعر النفط الذي يسهم مع الغاز الطبيعي بنصف إيرادات الدولة.
ويتطلب ضبط الميزانية الحكومية سعرا لا يقل عن 100 دولار للبرميل ويقول بعض الخبراء إن روسيا قد تحتاج سعرا يصل إلى 115 دولارا كي تغطي الميزانية الإنفاق الاجتماعي والعسكري الزائد، وتعوض أثر العقوبات المفروضة بسبب الأزمة الأوكرانية التي قطعت موسكو عن أسواق المال الغربية.
وقال وزير الطاقة ألكسندر نوفاك ردا على سؤال إن كانت روسيا مستعدة لخفض الإنتاج: الأمر يتطلب دراسة متأنية، لكن بوجه عام المسألة محل نقاش غير أنه لا يوجد قرار نهائي.
واضاف: إن خفض الإنتاج سيكون صعبا بالنسبة لروسيا، لأن ميزانيتها تعتمد على إيرادات تصدير النفط ولأنها تفتقر إلى التكنولوجيا اللازمة لتعديل مستوى الإمدادات سريعا.
ويقول المحللون إنه ليس بوسع روسيا عمل الكثير كي تدعم سعر النفط الذي تراجع بمقدار الثلث منذ يونيو لينزل عن 80 دولارا للبرميل، وذلك بسبب نقص منشآت التخزين وعدم القدرة على وقف الضخ من الآبار تخوفا من تجمدها.
وتسيطر الحكومة الروسية على جزء كبير من صناعة النفط، لكن حتى المنتجين من القطاع الخاص قد يحجمون عن خفض الإمدادات.
وقال وحيد علي كبيروف رئيس «لوك أويل» ثاني أكبر منتج روسي للنفط: إن أي محاولة لتقنين الإنتاج لن تكون مناسبة وقد تشوه العرض والطلب.
ويتوقع بعض المحللين أن تفقد روسيا أكبر منتج للنفط خارج «أوبك» نحو 350 ألف برميل يوميا من الإنتاج بحلول العام القادم، بسبب ضعف معدلات الاستخراج وتدني الأسعار وهو ما قد يدعم السعر.
لكن وزارة الطاقة استبعدت ذلك، إذ مازالت تتوقع أن يبلغ إنتاج العام القادم ما بين 10.5ملايين و10.6 ملايين برميل يوميا.
والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل امس، وقال بيان وزاري عقب الاجتماع: أبدى الجانبان استعدادا للتعاون في القضايا ذات الصلة بالطاقة وأسواق النفط.
وقال لافروف بعد الاجتماع: يحق للدول المنتجة للنفط أن تأخذ الإجراء المناسب إذا وجدت أن عوامل مصطنعة توجه أسعار الخام.
الى ذلك، قال نوفاك إن إيغور سيتشين الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت أكبر منتج روسي للخام، وحليف الرئيس فلاديمير بوتين سيتوجه إلى فيينا قبيل اجتماع «أوبك» لكن أيا منهما لم يذكر مع من سيجتمعان.