استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكم مجهودكم الجبار ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، ولي بنت عمرها سنتان، زوجي ذو دين وخلق، وحنون، ومتعاون، ويحبني ويحترمني، أنا -والحمد لله- ذو دين وخلق، وجمال، ومن طبعي الكتمان، وأنا حساسة بعض الشيء.
في الفترة الأخيرة، أصبحت أحفظ القرآن، وأطلب من زوجي أن يشاركني في الحفظ، ونقوم الليل، ونحافظ على الصلوات والنوافل والأذكار، ونقوم بتشغيل قراءة القرآن باستمرار في البيت، لا أمدح نفسي الفضل لله، ولكن بحسن التخطيط والتدبير أدير حياتي ومصاريف البيت بذكاء، وزوجي يمتدح ذلك.
مشكلتي أعتقد أنها بدأت منذ سنة تقريبًا، وهي أول مشكلة في حياتنا، ذهبت أنا وزوجي عند أهلنا فنحن نسكن في مدينة أخرى لكي أحضر زواج أختي، وجلس زوجي أسبوعًا، ثم عاد للعمل، ومن ثم سيعود بعد أسبوعين لكي يحضر الزواج، وأرجع معه للبيت.
هذه هي خطتنا من قبل السفر، ولكن تفاجأت بعد عودته للعمل أنه أرسل لي رسائل بأني لا أهتم به، وأني أهمله ولو كنت أحبه لرجعت معه، وكيف يجلس بدون زوجته في ظل هذه الفتن، وأنه يخشي على نفسه من الحرام، وأني أهملت هذا الجانب أي (الجنس) بسفري.
وقتها تعبت كثيرًا وجلست أبكي، فأنا لم أفعل شيئًا، ولم أهمله وكل ما حدث أننا كنا متفقين على ذلك، بل وكان هو المبادر بأمر السفر.
ثم من بعدها بدأت المشاكل بيننا فأصبحت أتحسس من هذه المواقف وأذكر بها المشكلة الأولي، فهو دائمًا يتهمني بالتقصير، وأني لا أسهل أمر الجماع، مع أني دائمًا أتهيأ له وأهيئ أجواء المنزل، ولكن من بعد أن رزقنا الله البنت، وكبرت وأصبحت تفهم فهي عمرها بقرابة السنتين، فأنا أقول لزوجي يجب أن تكون البنت نائمة حتى لا نؤذي تفكيرها، فهي تفهم، ولكنه أحيانًا يستجيب لكلامي وكثيرًا لا يستجيب، ويقول أنني أتهرب بالبنت وأني لا أريده.
مع أن الجماع يحدث يوميًا إلا إنه يقول: إني باردة جنسيًا، ويريد أن يجامع ثلاث مرات في اليوم، ولكن عمله لا يسمح له، فهو يرجع في منتصف الليل، ويجامعني، ومن ثم ينام حتى الظهر، ويتغدى ويذهب للعمل في العصر.
وأخبرته أنه بسبب دوامه، وأني لا أمانع إن أراد، ولكنه يرجع ويتهمني، ويقول إني أهمله!، وأقترح علي أن أذهب لدكتورة لكي آخذ منشطات ووافقت، هذا كلامه بالأمس، ولكني وافقت لأجل أن يرضي هو فقط، وحتى لا يتهمني مجددًا، ولكني لا أنكر أني تعبت وبكيت، وهو يرجع ويعتذر لي ويرضيني.
وفي الفترة الأخيرة إذا بدأ بالنقاش في الأمر ذاته أسكت ولا أجيب، وإذا هدأ هو أو في اليوم التالي نتكلم في الموضوع، ولكني تعبت، وأنا أعتقد أنه أصبح عندي مشكلة نفسية من هذا الموضوع؛ لأنه لا يمر أسبوع إلا ويكلمني فيه، وغالبًا أبكي؛ لأنه يقهرني بكلامه، ويتهمني دائمًا ويبرئ نفسه، ولو كان هو السبب أحيانًا.
أنا بدأت فعلا أكره الجماع؛ لأنه سبب المشاكل التي أنا فيها، أرجو أن تفيدوني، فأنا أصبحت أنزعج كثيرًا، وبحثت كثيرًا في الانترنت عن مراكز للطب النفسي بالمدينة المنورة، ولكن لم أجد طبيبة نفسية حتى أستطيع التكلم براحة، وأنا مؤمنة أني لست مصابة بالبرود الجنسي، وإنما هي مشكلة نفسية، وإن كان هنالك علاج فأرجو أن تنصحوني به.
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حنين الفيفي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لقد أسعدنا نجاحك في حياتك، وإعجاب زوجك بإنجازاتك، واعتذاره لك وسعيه في إرضائك، وننتظر منك مزيدًا من التفهم والموافقة له، وتقديم هواك على هواه ورضاه على رضاك، ولا تأخذي كلامه بحساسية زائدة، وأرجو أن تأخذ كل مشكلة حجمها المناسب، وإذا كنت متعبة فأسمعيه الكلام الجميل، وأظهري له الأشواق، وأعطيه الوعد الجميل، فإن هذا جانب مهم في إرضاء الزوج، ونحن نقدر ما تقومين به، ولكن حسن الاعتذار، وإظهار الشوق والاستمتاع به ومعه مما يشبع غرور الرجل، ويلبي في أنفس الرجال حاجتهم إلى الاحترام والتقدير، وعندها سوف يوفر لك الحب والأمان، وهذا أهم ما تطلبه الأنثى.
وإذا كنت بعيدة، وأظهر لك الزوج الشوق فقولي، وأنا أيضًا مشتاقة، وأتمنى أن أكون معك الآن قبل الغد، ونحو هذا الكلام، واطلبي منه التفكير في الحلول، وقولي له: أسال الله أن لا يحرمني منك، بل إننا ندعوك إلى المبادرة، أحيانا بطلب الحلال، وتجهيز الظرف، والمكان المناسب للقاء الحميمي بعيدًا عن أعين الطفلة حفظها الله، حيث كان ابن عمر رضى الله عنه لا يعاشر أهله في حجرة فيها طفل رضيع.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالتخفيف على نفسك، واحرصي على أن لا تتمدد المعاني السالبة في حياتك، وذكري زوجك بما لكما من رصيد في بنك الحب، واقتربي وشاركيه الهوايات والاهتمامات، واسأليه عن أعماله واربطيه بطفلته، وتوجها إلى مصرف القلوب.
وأرجو أن لا تحتاجين بعد ذلك إلى طبيبة، فأنت الطبيبة لنفسك، فاستعيني بالله، وتوكلي عليه، واعلمي أن زوجك هو الأصل، وهو المقدم ولا تستغربي إذا اشتاق إليك زوجك بهذه السرعة، فأنت عنده غالية، وحق لك أن تفرحي بذلك، ولا تحزني.
سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقكم ويسعدكم، ونشرف بالمتابعة معكم، وإذا كان بالإمكان تشجيعه على التواصل، فسوف يكون في الأمر خير؛ لأنه سوف يسمع التوجيه من الرجال.
ونسأل الله أن يديم بينكم الألفة والمحبة.
ملحوظة:
نرجو أن تراجعي استشارتك السابقة أيضا 2246490
منقووووووووووول